فجر الخيال
  • التصنيفات
    • أكشن
    • مغامرة
    • دراما
    • شرقي
    • خيالي
    • كوميديا
    • ألعاب
    • خيال روحي
    • بطلة
    • تاريخي
    • رعب
    • واقعي
    • رومانسي
    • خيال علمي
    • رياضي
    • مراهقين
    • عالم حديث
    • حروب
    • فنون قتالية
  • المؤلفين
    • Ashura
    • Carefree
    • silver silkworm
  • الترتيب
  • أحدث الفصول
البحث المتقدم
تسجيل الدخول التسجيل
  • التصنيفات
    • أكشن
    • مغامرة
    • دراما
    • شرقي
    • خيالي
    • كوميديا
    • ألعاب
    • خيال روحي
    • بطلة
    • تاريخي
    • رعب
    • واقعي
    • رومانسي
    • خيال علمي
    • رياضي
    • مراهقين
    • عالم حديث
    • حروب
    • فنون قتالية
  • المؤلفين
    • Ashura
    • Carefree
    • silver silkworm
  • الترتيب
  • أحدث الفصول
  • مكتبة الروايات
تسجيل الدخول التسجيل
السابق
التالي

مسار الصياد المولود من الظلال - ولادة الظل - الوحش الشيطاني عديم الوجه

  1. الصفحة الرئيسية
  2. مسار الصياد المولود من الظلال
  3. الوحش الشيطاني عديم الوجه
السابق
التالي

رفع العجوز إصبعين وهو يبتسم: “قطعتان فضيتان. الخريطة ثمينة… ولن تجد مثلها بسهولة، لقد خاطر صاحب الخريطة كثيرا للحصول على هذي التفاصيل.”

 

 دون جدال، أخرج كريستوفر القطع من كيسه، ووضعها على الطاولة.

 

 “صفقة جيدة، أيها الشاب.” قال العجوز وهو يعيد لف الخريطة بعناية، ثم سلّمها له. 

 

أخذها كريستوفر، شكر الرجل، ثم خرج من المتجر. كان كل شيء قد أصبح جاهزًا.

 

في مكانٍ اخر ليس ببعيدٍ عن مدينة العنقاء… الجزء الجنوبي من غابة العظماء كان غارقًا في صمتٍ بدائي. الأغصان المتشابكة للأشجار العملاقة تحجب الضوء عن الأرض، حتى أن النهار بدا كما لو أنه مساءٌ كئيب لا ينتهي. الهواء كان رطبًا، تتسلل فيه رائحة العفن ونفَس الوحوش.

 

 تقدّمت فرقة صغيرة تتكون من سبعة رجال، يقودهم فارس ذو درعٍ فضي لامع، يعلوه رمز المعبد المقدس. عباءته البيضاء مطرّزة بخيوطٍ ذهبية، وعيناه لا تخفيان صرامة رجل اعتاد المعارك. جلس السير كول عند جذع شجرة كثيفة الجذور، ثم قال بصوتٍ منخفض لكن حازم: “شهران… ونحن نطارد ظل تلك الصياده المبتدئه.”

 

 كان الصمت هو الرد الوحيد في البداية، قبل أن يتكلم أحد الرجال: “أعتقد أنها هربت من الغابة، أو لقيت حتفها على يد إحدى الوحوش. من المستحيل أن تصمد فتاة في الخامسة عشرة داخل هذا الجحيم كل هذه المدة.”

 

 هزّ آخر رأسه موافقًا: “حتى القديسين الأقوياء لا يغامرون بالتوغل أكثر من هذا.” 

 

تنهد السير كول، ثم نظر إلى وجوههم بعينين ثابتتين: “الخيار أمامكم الآن… إن واصلنا، سنغامر أكثر داخل الغابة. احتمالية الموت عالية. او نعود، فسيُخصم ثلاثة أرباع المكافأة. فقط ربع الأجر، بعد شهرين من المشقة.”

 

 تبادل الرجال النظرات. الصمت عاد ليفرض نفسه. ثم قال أحدهم بعد تردد: “أنا أكمل.” وتبعه آخر، ثم تحدث شخص ثالث.

 

 لكن أربعة منهم، بمن فيهم السير كول، بقوا صامتين. رفع كول رأسه وقال ببطء: “الأغلبية قررت. لن نُكمل.” 

 

لم يُجادل أحد. كان في أعينهم خليط من الارتياح والخسارة. 

 

 توقفت فرقة السير كول أخيرًا بعد قرارهم بالانسحاب. أخذ الرجال ينصبون خيامهم في صمتٍ مطبوعٍ بإرهاق الشهرين الماضيين، لكن تدريجيًا، وبينما خفَّ التوتر شيئًا فشيئًا، بدأت الوجوه تسترخي، وكأن قرار العودة قد أطلق سراح أرواحهم من سجن.

 

 “يا إلهي…” قال أحدهم وهو يفرش غطاء الخيمة، “هل تتخيلون؟ سأعود وأرى وجه زوجتي أخيرًا… وحتى لو صرخت عليّ، سأبتسم لها مثل أبله.” 

 

ضحك الآخر بجانبه وهو يثبت الحبال: “إذا ما صرخت عليك، فاعلم أنها ما زالت تحبك. إن تجاهلتك، هناك تبدأ الكارثة!”

 

 رد شخص آخر بأبتسامة وهو يحمل قارورة الماء: “أنا؟ لا زوجة ولا أطفال. لكن سأذهب فورًا إلى حانة الصقر الأحمر… وسأطلب أفضل النبيذ، ثم…سأنام هناك.”

 

 

 قهقه أحدهم وهو يجلس على جذع شجرة: “وأنا ظننتك ستقول ستبحث عن امرأة!”

 

 “في الحانة؟” قال الرابع وهو يخرج قطعة خبز من حقيبته، “أظنه يبحث عن امرأة تأتي مع النبيذ!”

 

 

 تتابعت الضحكات، وتوزع الرجال حول موقد نار صغير كانوا قد بدؤوا إشعاله. لم يكن الخطر قد زال، لكن لوهلة، شعروا كما لو أن الغابة سمحت لهم بالسلام. جلس السير كول بهدوء، عيناه ثابتتان على الظلال المتراقصة بين الأشجار، لكنه لم يشاركهم الضحك. “كول، ألن تأكل؟” سأله أحدهم.

 

 هز رأسه، ثم قال: “كلوا… نرتاح الليلة، ونغادر مع الفجر.”

 

لكن الراحة لم تدم. بينما كانوا يضحكون، ويشربون الماء ويأكلون الخبز المجفف، اجتاحهم فجأة شعور غريب… ثقيل. كان كأن جبلًا قد وُضع فوق صدورهم.

 

 الهواء تغيّر، كأن الهواء بدء يضغط عليهم اصبح التنفس صعب. لم يتكلم أحد. لم يحتج الأمر شرحًا. كان هذا… ضغطًا ناتج عن فارق كبير بي مستويات القوة لا يُخطئه احد.

 

 في عالم نوفاليم، تنقسم القوى إلى ثلاثة مسارات رئيسية: مسار الصيادين: يعتمد على امتصاص المانا، ويبدأ من الرتبة الأولى “البذرة”، ويتدرج حتى الرتبة التاسعة. 

 

المسار المقدس (القديسين): يعتمد على امتصاص ما يُعرف بـ”القوة المقدسة”، ويبدأ من “النواة المقدسة” كرتبة أولى، ويصعد حتى الرتبة التاسعة.

 

 المسار الشيطاني (الوحوش الشيطانية): تمتص هذه الكائنات طاقة النجوم، وتبدأ رحلتها بخلق “نواة شيطانية” كخطوة أولى نحو الرتبة التاسعة. كل رتبة، في المسارات الثلاثة، تنقسم إلى أربع مراحل فرعية: أولي، متوسط، علوي، وذروة. كل مارتفعت رتبة زادت قوتك.

—-

 

أصبح الهواء أكثر كثافة، كأنه يضغط صدورهم. ضاق النفس، وتجمّدت الكلمات في الحناجر. بدا وكأن قلوبهم تحاول الهرب من صدورهم، تخبط يمينًا ويسارًا دون جدوى.

 

ثم سُمع الصوت…

 

خطوات بطيئة، ثقيلة، كأنها مطرقة تضرب أرض الغابة. دووم… دووم… دووم… مع كل خطوة، ارتجت الأرض قليلاً، وتساقطت بعض الأوراق اليابسة من الأشجار العملاقة.

 

ومن بين الظلال السوداء الكثيفة، ظهر هو…

 

وحش الشيطاني.

 

جسدٌ عملاق أسود سميك يقف على قدمين، كان مخيف. ارتفاعه يفوق العشر أمتار، ليُنافس الأشجار العملاقة من حوله. لا عينين، لا أنف. فقط فمٌ غريب ببتسامه تمتد من خد إلى خد، مملوء بأسنان طويلة، يقطر منها سائل لزجة اسود يلطخ الأوراق.

 

وأذناه… طويلتان، تنتفخان وتنكمشان مع كل نفس، تمسحان المكان بترددات الصوت، كأنهما راداران مرعبان يبحثان عن أي ذرة صوت.

 

تجمّد الجميع.

 

لم يتنفس أحد.

 

لكن…

 

صرخة واحدة فقط…

رجل من خلف السير كول لم يحتمل الرعب. عينيه توسعتا بجنون، تهاوى عقله، ورمى سيفه صارخًا:

 

” آآآآآآآاااااااااه!! “

 

 

 

ركض كمن يحاول الهرب من الجحيم نفسه.

 

وهنا، توقفت خطوات الوحش.

 

التفت برقبته ببطء مرعب، كأن الصوت كان خيطًا يجره.

 

ابتسامة مرعبة شقّت وجهه المظلم.

أسنانه بدت أطول، أعمق، وأكثر جوعًا.

 

وفي ومضة مرعبة، اختفى.

 

في جزء من الثانية، ظهر أمام الرجل الهارب، كأن الهواء تمزق بوصوله. مدّ يده السوداء العملاقة، قبض على رأسه كما يُمسك المرء بثمرة تافهة… ثم ضغط.

 

تششش… تشقق… طق طق طق…

 

الجمجمة تحطمت تحت الضغط.

انفجر سائل أحمر لزج من بين أصابعه، يتطاير على الأرض والأشجار القريبة. عظام الوجه تفجرت، والعينان خرجتا من محجريهما بقوة، متدليتان على خده، قبل أن يسحقهما الوحش في قبضته.

 

رفع الجسد المرتعش إلى فمه، ثم… قضمة واحدة.

 

كراااااااااك!!

 

 

 

الصوت، خليط من طحن العظام وتمزق الأحشاء وانفجار الدم.

 

مضغ… وابتلع.

كأن الرجل لم يكن سوى وجبة خفيفة.

 

أصيب الرجال بالشلل. لم يكن خوفًا فقط، بل رعبًا بدائيًا جعل أجسادهم ترفض حتى الحراك.

 

السير كول، نظر بصلابه الى الوحش، قال في داخله وهو يحدق في الوحش بغضب:

 

“عديم الوجه… اللعنة.”

 

 

 

لكن، الكارثة لم تنتهِ.

 

كراك.

 

كُسر غصن خلف خيمة. التفت الوحش فورًا، أذناه انتفختا بشكل مخيف، حدد المصدر بدقة.

 

هناك، كان أحد الرجال يحاول الانسحاب ببطء، لكنه دااس على غصن.

 

توقف في مكانه.

 

انهار على ركبتيه، وضع يديه فوق رأسه و يصرخ، كان جسده يرتجف مثل ورقة في العاصفة:

 

 “أرجوك! لا تقتلني! لدي أطفال… أرجوك!!”

 

 

 

كان ينتحب، يتوسل، و كان يتبول على نفسه من الرعب.

 

لكن الوحش اقترب ببطء، خطوته تُصدر صوت سحق الأوراق والعظام. وقف أمام الرجل، ظلّه العملاق غطى الرجل تمامًا. رفع يده…

 

ثم خرجت مخالب طويلة، خمس شفرات سوداء لامعة، أطول من سيف.

 

غرس واحدة منها ببطء في صدره.

 

“آآآآآآه!! آآآه!! أرجوك!! لااااااا!! إنه مؤلم!!”

 

 

 

دمه اندفع كنافورة، صاعدًا في الهواء، قبل أن ينهار الجسد أرضًا، والمخالب الأخرى تخترقه من كل الاتجاهات.

 

ظلّ يصرخ، يحاول دفعه بيديه المرتجفتين، يضرب أصابع الوحش، لكن الوحش كان يبتسم… مستمتعًا…

 

ظلّ الوحش الشيطاني عديم الوجه واقفًا فوق الجثة المتهالكة، أصابعه ما تزال مغروسة في اللحم، والابتسامة الملتوية لم تغادر فمه العريض. سحب مخالبه ببطء، فأصدرت صوت تمزّق مقزز، أشبه بقطعة قماش لزجة تُنتزع من الطين. انسحب الدم من أطراف المخالب كأنه يسيل من سيوفٍ طازجة خرجت للتو من مذبحه.

 

لم يُصدر الوحش أي صوت… لكنه أصغى.

 

أذناه تتحركان بتوتر، تمسحان الهواء، ترصدان أقل حركة… أدنى تنفّس… أضعف ارتجافة. وكان الصمت يطغى على المكان.

 

أحد الرجال، مختبئًا خلف جذع شجرة، كان يحاول كتم أنفاسه، لكنه كان يلهث بصوت خافت لا يستطيع السيطرة عليه. كان جسده يتعرّق بغزارة، دموعه تنساب بصمت، وعيناه معلقتان على الوحش.

 

لكن قلبه… يدق بسرعة جنونية.

 

والوحش سمعه.

 

في لحظة، التفت الوحش جهة الصوت، وسرعان ما انقضّ كصاعقة. لم يمنح الرجل حتى فرصة للهروب. مدّ يده فجأة، وأمسك بجذع الشجرة نفسه، ثم قَلَعَه!

 

نعم، اقتلع الشجرة من جذورها!

رفعها إلى الأعلى، وكأنها لا تزن شيئًا، ثم قذفها إلى الوراء فاخترقت شجرة أخرى وتحطمت، وأحدثت دويًا كأنه زلزال صغير.

 

الرجل الذي كان يختبئ سقط أرضًا مكشوفًا، وجهه تحوّل للون الرماد، وبدأ يزحف على الأرض، يحاول الهرب بيديه المرتجفتين، يصرخ:

 

“لاااااا!! لااا!! أرجوك!! ساعدوني!!”

 

 

 

لكن لا أحد تحرك.

الجميع تجمد.

 

الوحش وقف فوقه، ثم نزل على جسده بقدمه الهائلة، فسُحق صدره بالكامل.

 

انفجرت أحشاؤه من جانبي جسده، خرجت الأمعاء من فمه، وصرخته انقطعت في منتصفها بصوت “غغغغك!!” مخنوق.

 

انقسم جسده إلى قسمين، والدم انتشر على الأعشاب كأنه طلاء أحمر على لوحة جنون.

 

ظلّ الوحش صامتًا، يتنفس من فمه بثقل، ويصغي…

 

في الخلف، رجل آخر بدأ يرتجف بشكل هستيري، لم يعد يقدر على كتم أنفاسه، وكل ما فعله هو البكاء بهمس:

 

“أنا ميت… أنا ميت… أنا ميت…”

 

 

 

سمعه الوحش.

 

استدار مرة أخرى.

 

هذه المرة، لم يقترب بهدوء. ركض.

 

ركض كوحش يندفع بقوة شيطانية، فاقتلع الأرض تحت قدميه. وصل إلى الرجل خلال ثانيتين، أمسكه من عنقه، ورفعه عاليًا.

 

 “أرجوك… أرجوك لا تفعل…”

 

 

 

لكن الوحش لم يسمعه.

 

غرس مخالبه داخل فم الرجل.

 

واحدة، اثنتين، ثم ثلاث… حتى انخلعت فكوكه بالكامل، وانشطر وجهه نصفين.

 

صرخة لا تشبه البشر خرجت منه، صوت احتضارٍ مكسور، محشو بالرعب والألم واليأس.

 

“غغغغآآآآآآااااااااااااااااه!!!!”

 

 

 

ثم مزّقه نصفين.

 

ببساطة… شقّ الجسد من الفم إلى البطن، كما يُمزق ورق مبلول.

 

اللحم تمزق.

العظام تكسرت.

الدم تناثر كالمطر.

 

 

بقي اثنان فقط من الرجال على قيد الحياة، أحدهما زحف بهدوء خلف صخرة، وجهه مغطى بالدم، يبكي بلا صوت، بينما الآخر… كان السير كول.

 

كول لم يتحرك.

لم يتنفس.

لم يرمش حتى.

 

عينيه كانتا تتابعان الوحش بتركيز. يده كانت على مقبض سيفه… لكنه لم يشده.

 

كان يعرف…

 

أي حركة الآن، ولو ارتعاشة… تعني الموت.

 

وقف الوحش الشيطاني عديم الوجه وسط ساحةٍ من الدم والخراب… خمس جثث مشوهة موزعة حوله كدمى مكسورة، وأحشاء مبعثرة تملأ الأرض برائحتها المعدنية العفنة. الهواء أصبح أثقل، خانقًا، كأن الغابة نفسها كانت تحبس أنفاسها.

 

لكن الوحش لم يتحرك.

 

رفع رأسه ببطء نحو السماء، كأنه يحدق فيها رغم أنه لا يملك عيونًا.

 

ابتسامة عريضة مزّقت وجهه من الأذن للأذن، تتلوى بشذوذ… وكأن ما فعله للتو كان متعة طفولية، لعبة سخيفة.

 

أذناه الطويلتان بدأت تتحرك، ترتجف، تنتفخ وتنكمش مع كل نبضة هواء، تبحث… تنصت… تُمشّط المكان.

 

دقيقة… دقيقتان… ثلاث دقائق… أربع.

 

ولا صوت.

ولا نفس.

ولا ارتعاشة.

 

الصمت… كان مطلقًا.

 

توقفت الابتسامة فجأة.

اختفت كأنها ما وُجدت قط.

وقف الوحش ساكنًا للحظة، ثم مال بجسده الهائل، وكأنه يشم شيئًا… رغم أنه لا يملك أنفًا.

 

ثم، دون أي إنذار… استدار وابتعد.

 

مشاهده وهو يرحل كان أكثر رعبًا من مشهد القتل نفسه.

كأنه… سئم.

 

كأن كل ما فعله… كان لا شيء. تافهًا. لا يستحق البقاء لأجله.

 

غاص بين الأشجار، ببطء، كل خطوة من خطواته الثقيلة كانت تُصدر صدى بعيدًا، حتى ابتلعه الظلام مرةً أخرى.

 

في الخلف، لم يبقَ سوى السير كول والرجل الآخر.

 

كول كان لا يزال متجمّدًا في مكانه، قطرات العرق تسيل على صدغه، قلبه يدق ببطء… لكن بثبات.

 

والرجل الآخر، خلف الصخرة، ما زال يبكي بلا صوت، وكان جسده يرتجف.

 

الوحش ذهب.

لكن الرعب… لم يغادره.

 

بعدما تأكد من اختفاء الوحش، سقط السير كول على ركبتيه كمن سقط من قمة جبل.

لهث بعنف.

كل نفس كان مؤلمًا… وكأن صدره يُطحن.

كل شهيق كان ممزوجًا بذنب وعجز وشيء آخر… شيء ينمو داخله، رغبة تنمو.

 

شعر بالضعف.

ضعف لا يشبه الجروح… بل ضعف الروح.

القوة… تلك الكلمة دارت في رأسه كصفارة مزعجة، لا تهدأ.

 

 “القوة… القوة… يجب أن أحصل على القوة…”

قالها بصوت مبحوح، وعيناه تحترقان من التعب والدموع.

 

 

 

وقف ببطء، كمن يحمل جبلًا فوق كتفيه، ثم استدار نحو بقعة خلف صخرة مغطاة بالدماء والرماد. كان هناك… بيرو كالفان.

الرجل الآخر، الناجي الوحيد من المجزرة.

 

اقترب منه بخطوات ثقيلة، وعيناه تترنحان بين الألم والذهول.

 

 “هي… يا رجل…”

قال بصوت منخفض، ثم بصوتٍ أعلى وأكثر خشونة:

“لم تمت، صحيح؟”

 

لكن بيرو لم يرد.

كان مستلقيًا على جنبه، وجهه شاحب، ملطخ بالدم، جسده يرتجف قليلاً… لكنه لم يكن ميتًا.

 

كان مغمىً عليه.

 

كول اقترب أكثر، جثا على ركبتيه بجانبه، مدّ يده ليتحقق من نبضه.

نبض ضعيف… لكنه موجود.

 

تنهد ببطء، بعينين متعبتين، ثم قال وهو ينظر للسماء من بين الأشجار الكثيفة:

 

 “هذا الجحيم… لا يرحم أحداً.”

 

 

 

دون أن يضيّع وقتًا، رفع بيرو على ظهره، وأحكم قبضته على جسده.

ثم… بدأ بالمشي.

 

ليس بسرعة، ولا بثبات كامل.

مشى عكس اتجاه الوحش، عكس المذبحة. في قلب الظلال الرطبة، بين الجذور المتشابكة، حيث الأشجار تخنق الضوء.

 

الهواء كان لا يزال ثقيلًا، والغابة تُنذر بالخطر، لكن كول لم يعد يهتم.

 

الشيء الوحيد الذي سيطر على كيانه الآن…

 

رغبة واحدة.

 

القوة.

 

 

 

 

 

السابق
التالي

تعليقات الفصل "الوحش الشيطاني عديم الوجه"

Subscribe
Login
نبّهني عن
سجل باستخدام قوقل
guest
سجل باستخدام قوقل
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اختياراتنا
hunters_path_resized_enhanced
مسار الصياد المولود من الظلال
تلقي المهمة ولادة الظل مايو 14, 2025
السيف الانفرادي ولادة الظل مايو 4, 2025
43214543234567654321
لحظة تناسخي وجدت عشيرتي على وشك الإبادة
الفصل الرابع: نهاية عشيرة الإمبراطور تشو.. أبريل 30, 2025
الفصل الثالث: لن أجابه هاوية الشياطين بعد اللحظة! أبريل 26, 2025
IMG_3639
عصر النار والدم
الفصل الثامن: مخلوقات السيدار ولادة الدم مايو 10, 2025
الفصل السابع: منزل رجل عجوز ولادة الدم مايو 10, 2025
المزيد

قد يعجبك

IMG_3639
عصر النار والدم
مايو 10, 2025
43214543234567654321
لحظة تناسخي وجدت عشيرتي على وشك الإبادة
أبريل 30, 2025
التواصل
  • أنشر روايتك
  • للتواصل
  • معلومات عنا
روابط مهمة
  • الشروط والأحكام
  • سياسة الخصوصية
أهم الصفحات
  • أحدث الأخبار
  • أرشيف الروايات
  • قناة التلغرام

© 2025 جميع الحقوق محفوظة لموقع فجر الخيال

تسجيل الدخول

سجل باستخدام قوقل

أنسيت كلمة المرور؟

عودة للخلف فجر الخيال

التسجيل

سجل في الموقع.

سجل باستخدام قوقل

تسجيل دخول | أنسيت كلمة المرور؟

عودة للخلف فجر الخيال

أنسيت كلمة المرور؟

أدخل اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.

عودة للخلف فجر الخيال

تحقق لإخلاء المسؤولية

مسار الصياد المولود من الظلال

قد يحوي على مواضيع أو مشاهد غير مناسبة للقراء الصغار وبالتالي تم حظره لحمايتهم.

هل جاوزت الثامنة عشر؟

wpDiscuz