فجر الخيال
  • التصنيفات
    • أكشن
    • مغامرة
    • دراما
    • شرقي
    • خيالي
    • كوميديا
    • ألعاب
    • خيال روحي
    • بطلة
    • تاريخي
    • رعب
    • واقعي
    • رومانسي
    • خيال علمي
    • رياضي
    • مراهقين
    • عالم حديث
    • حروب
    • فنون قتالية
  • المؤلفين
    • Ashura
    • Carefree
    • silver silkworm
  • الترتيب
  • أحدث الفصول
البحث المتقدم
تسجيل الدخول التسجيل
  • التصنيفات
    • أكشن
    • مغامرة
    • دراما
    • شرقي
    • خيالي
    • كوميديا
    • ألعاب
    • خيال روحي
    • بطلة
    • تاريخي
    • رعب
    • واقعي
    • رومانسي
    • خيال علمي
    • رياضي
    • مراهقين
    • عالم حديث
    • حروب
    • فنون قتالية
  • المؤلفين
    • Ashura
    • Carefree
    • silver silkworm
  • الترتيب
  • أحدث الفصول
  • مكتبة الروايات
تسجيل الدخول التسجيل
السابق
التالي

مسار الصياد المولود من الظلال - ولادة الظل - التأثير على العالم

  1. الصفحة الرئيسية
  2. مسار الصياد المولود من الظلال
  3. التأثير على العالم
السابق
التالي

استيقظ كريستوفر في اليوم السادس على الهضبة على صوت غراب ينعب فوق خيمته. فتح عينيه ببطء، وقد اعتاد جسده الألم والتيبّس وكأنهما رفيقاه الصامتان في هذه الرحلة القاسية.

 

لكن هذا الصباح… لم يكن كأي صباحٍ مضى.

 

خلال اليومين الثالث والرابع، أمضى وقته في تأملٍ مضنٍ وتدريبٍ مكثف على تقنيات السيف، فيما خصص اليوم الخامس لتنقية المانا داخل جسده. شيئًا فشيئًا، بدأ يشعر أن جسده يتأقلم مع تدفق المانا، حتى أصبحت “شبه البذرة” أكثر استقرارًا… وكأنها تنتظر اللحظة

 الحاسمة.

 

واليوم السادس… كان هو تلك اللحظة.

 

خرج من خيمته قبل طلوع الشمس، وجلس على الصخرة المسطحة التي اعتاد التأمل فوقها. الهواء كان مشبعًا بتوترٍ خفي، وكأن الطبيعة من حوله تحبس أنفاسها… تنتظر معه.

 

أغمض عينيه.

 

تنفس ببطء.

 

ركّز وعيه في مركز صدره، حيث النواة تنبض كقلبٍ ثانٍ بداخله.

 

ما إن فعل، حتى بدأت خيوط المانا تتسلل إليه، تنساب من الأرض والهواء، وتخترق جسده بانسيابية. مرّرها عبر مصفاته الذهنية، مصفاة “صقل السماء العظيمة”، وبدأ بتجميعها شيئًا فشيئًا في مركز صدره، استعدادًا للخطوة التالية… الضغط.

 

تخيّل يدًا داخلية تعجن تلك الكتلة من المانا، تضغطها وتطوّقها حتى تنكمش.

 

الألم لم يتأخر. صدره اشتعل بحرارةٍ خفية، ويداه بدأتا ترتجفان، والعرق سال من جبينه كشلال.

 

ثم—

لحظة سكون.

 

طقطقة.

 

كان الصوت داخليًا، إحساسًا روحيًا بانكسار حاجزٍ قديم. في تلك اللحظة، تجمعت كل المانا المنقّاة في نقطة واحدة، ثم انفجرت وانكمشت وتكوّرت…

 

البذرة قد وُلدت.

 

نظر كريستوفر إلى البذرة داخل جسده.

 

في قارة نوفاليم، تتلون البذور على حسب ارتباط الشخص بالعناصر الطبيعية. وقد بدت بذرة كريستوفر بأربع ألوان:

 

30% حمراء — النار

20% خضراء — الرياح

10% زرقاء — الماء

40% سوداء — الظلام

 

أربع عناصر تعني موهبة من الرتبة C… موهبة عادية إلى ضعيفة، لا تُبشّر بمستقبل باهر.

 

لكن لحظة اكتمال البذرة لم تكن سوى البداية.

 

اجتاح جسده تحول عنيف، كأن كل خلية فيه تعاد تشكيلها من جديد. شعر أن دمه يغلي، عظامه تُطرق من الداخل، عضلاته تتمدد وتتكثف، وحواسه… انفجرت بقوة.

 

كان يسمع دبيب النمل، ويحس بتغير الرياح قبل وصولها بثوانٍ.

 

تطورٌ جسدي… وروحي

 

ومع ذلك، لم تظهر المهارة الفطرية التي يُفترض أن تنكشف تلقائيًا بعد اختراق الرتبة الأولى.

 

ولم يكن ذلك الشي الوحيد.

 

خلال هذا التحول، لاحظ ظلّه يتذبذب أمامه. لم يكن وهماً هذه المرة. كان يتحرك ببطء، يتمدد وينكمش… ثم فجأة، عاد إلى سكونه المعتاد.

 

فتح كريستوفر عينيه وهو يلهث. نظر إلى الأفق ، ثم إلى يديه المرتجفتين، وارتسمت على شفتيه ابتسامة متعبة:

 

“لقد… فعلتها.”

لكن الاحتفال لم يدم طويلًا.

 

بقايا المانا الملوّثة التي لم يُخرجها بدأت تغلي داخله، كأنها ترفض الخضوع. جلس مجددًا وبدأ باستخدام تقنية “صقل السماء العظيمة” مرة أخرى، ساحبًا المانا المنقّاة لطرد السموم العالقة.

 

بعد ثلاث ساعات من الألم والتركيز، هدأ جسده. عرقٌ أسود كثيف ذو رائحة خانقة خرج من مسامه، يعلن نهاية العملية.

 

عندما وقف أخيرًا، شعر بخفةٍ غير مسبوقة. جسده قوي، وداخله أنقى من أي وقت مضى.

 

كريستوفر ريد… أصبح رسميًا صيادًا من الرتبة الأولى – في مرحلة البذرة.

 

—

بعد أن هدأ، قرر أن يغتسل. كانت رائحة العرق وبقايا المانا الملوثة تلتصق بثيابه وكأنها طبقة من الطين.

 

لحسن حظه، كان قد لمح مجرى مياه صغيرًا إلى الشرق من الهضبة، يتسلل بين الصخور والأشجار المنخفضة.

 

سار بخطوات هادئة. عند وصوله، خلع قميصه ورمى بثيابه جانبًا، ثم نزل إلى الماء البارد. ارتجف للحظة، ثم تنهد بارتياح… وكأن كل خلية تحتفل بالتنقية.

 

نظر إلى انعكاسه على سطح الماء وهمس بسخرية:

 

“هه… الآن من المفترض أن تخرج فتاة جميلة من تحت الماء وتقول لي بصوت انثوي ناعم: ‘ اه لقد رأيتني، والآن يجب أن تتحمّل المسؤولية!’ … تسك، مستحيل، هذه أشياء لا تحدث إلا في الروايات السخيفة.”

 

ابتسم، مسح وجهه، ثم أكمل غسله.

 

بعد دقائق، خرج من الماء وجفف جسده، ثم ارتدى ملابسه النظيفة:

 

قميص قاتم، سترة جلدية خفيفة، وعباءة سوداء طويلة تنساب خلفه. لفّ وشاحه البنفسجي حول عنقه، نصفه يغطي كتفه.

 

لكن أبرز ما تغير…

عيناه الحمراوان.

 

وجهه الوسيم، بشرته الفاتحة، شعره الأسود الطويل الذي بدا أكثر انسيابية… كل تفصيلة فيه باتت تحمل نضجًا يتجاوز عمره الظاهري.

 

نظر إلى انعكاسه من جديد، وهمس بابتسامة:

 

“تسك… تسك… وسيم”

 

قبض كفه، شعر بالقوة تتدفق فيها.

 

“حان وقت التجربة.”

—

اتجه إلى فسحة بين الأشجار، وجمع المانا في جسده. اختار شجرة كبيرة الحجم، قبض قبضته، وركّز المانا في عضلاته.

 

ثم—

 

بووم

 

ضربها بكامل قوته. انكسرت الشجرة نصفين وسقطت مترنحة. لم يكتفِ. اقترب من مجموعة أشجار، صرخ داخليًا، ووجّه لكمة انفجرت بقوة جعلت الثلاث أشجار تتهاوى دفعة واحدة.

 

صمت الغابة للحظة.

 

جلس على جذع إحدى الأشجار المقطوعة، يتأمل السماء ويمسح شعره المبلل.

 

“لا أملك أي تقنية قتال حقيقية…” تمتم بصوتٍ خافت. بينما كان يتمتم. فكرة مزعجة خطرت بباله:

 

“وموهبتي…”

 

أسند مرفقيه إلى ركبتيه وحدق في الأرض.

 

أربع عناصر… C.

 

موهبة لا ترفعك، بل تضعك في الصفوف الخلفية. وفي عالم الصيادين، الموهبة هي التي تحدد مستقبلك.

 

شعر بصخرة تثقل صدره. لا تؤذي، لكنها تثقل الروح.

لكنه بعد لحظة صمت طويلة، رفع رأسه وتنفس بعمق.

“ما حدث قد حدث… لا يمكنني تغيير موهبتي.”

 

—

عاد كريستوفر إلى خيمته وقد خفت بريق حماس القوة المكتشفة حديثًا في عينيه، وبدأ يحلّ محله تفكيرٌ هادئ… عميق.

 

جلس بصمت، يستعرض ما مرّ به، لكن عقله لم يكن مرتاحًا.

 

“لم أوقظ المهارة الفطرية…” همس وهو يضغط على جبينه.

 

رغم شعوره بخيبة أمل، لم يكن الأمر مفاجئًا تمامًا. كان قد وضع احتمال ألا يتمكن من إيقاظها بشكل طبيعي.

لكن… لم يكن بلا أمل.

 

في ذهنه، ما زالت محفوظة تركيبة “جرعة إيقاظ الدم”، التي نسخها من الرجل في منتصف العمر داخل القرص الغريب. المكونات لم تكن سهلة، لكنها ليست مستحيلة.

 

كان يتذكرها جيدًا:

 

100 ملي لتر من دماء وحش شيطان نقي من الرتبة الأولى: النمر ذو الأسنان الذهبية.

 

قدم النسر ذو المخالب الحديدية – وحش شيطاني من الرتبة الأولى.

 

قطرة دم صياد من الرتبة الأولى.

 

عين القرد ذو العين الحمراء – وحش شيطاني من الرتبة الأولى.

 

وأخيرًا، عشب تحويل الدم من الرتبة الثانية.

 

كل واحدة من هذه المكونات تمثّل تحديًا الا دم الصياد، لكن ليست مستحيله. الوحوش من الرتبة الأولى لم تعد بعيدة المنال، خاصة بعد اختراقه.

 

بعدما فكّر في المكونات وقرّر وضع خطة، كانت خطته هي استخدام القرص للبحث عن مكونات الجرعة. قرّر كريستوفر تجربة القرص مجددًا؛ فعندما خرج منه آخر مرة لم يستطع الدخول مجددًا. الآن، بعد أن اخترق الرتبة الأولى، قرّر أن يجرب مرة أخرى. جلس على الأرض وحاول التواصل مع القرص، أغمض عينيه ببطء، وبدأ يفرغ عقله من كل فوضى العالم حوله، متمسكًا برغبة واحدة فقط: التواصل مع القرص من جديد.

 

آخر مرة… لم أكن قد اخترقت رتبة البذرة… أما الآن، فقد تغير كل شيء.

 

مرت الدقائق ثقيلة، وكل نفس يأخذه كان يغوص به أكثر في تركيزه، حتى بدأت الحدود بين جسده والواقع من حوله تتلاشى تدريجيًا. مضت نصف ساعة كاملة، وكريستوفر لا يتحرك، لا يتكلم، فقط هدوء عميق يخيم عليه.

 

وفجأة… 

 

شعر بشيء يسحب وعيه، كأنما جذبه تيار لا مرئي إلى مكان آخر. وعندما فتح عينيه، لم يجد نفسه على الهضبة… بل في المساحة الغامضة من داخل القرص.

 

الفضاء هنا لم يكن طبيعيًا… لا أرض، لا سماء، فقط امتداد لا متناهٍ من السواد النقي. كان القرص يطفو أمامه، يضيء بنبضات هادئة كأنه كائن حي يتنفس. وعلى الرغم من رهبة المشهد، ضحك كريستوفر بخفة، صوته تردد في اللاشيء:

 

“كما توقعت… لقد دخلت من جديد.”

 

بعد أن انتهى من الضحك، نظر إلى القرص وابتسم:

 

“هذه المرة، سأستخدمك لمعرفة مكان جميع مكونات الجرعة.”

 

اقترب منه ولمسه، وما إن فعل، حتى انتقل مرة أخرى إلى المساحة المظلمة. وجد النجم المضيء المألوف، لكن تركيزه لم يكن عليه، بل على نجم آخر كان بجانبه؛ نجم أحمر قاتم يضيء في المساحة المظلمة كأنه عين شيطان. شعر كريستوفر بالدهشة وفكر:

 

“نجم آخر؟ ولماذا هو أحمر؟ هل سأذهب إلى الجحيم إذا لمسته؟”

قالها بسخرية.

 

قرّر عدم لمسه وبدأ يتجول حوله، يبحث عن شيء آخر. استمر في التجول داخل المساحة المظلمة لنصف ساعة، لكنه شعر وكأنه يدور في حلقة مفرغة. لم يجد شيئًا جديد سوى النجم الأحمر.

 

نظر إليه بتمعّن وتنهد:

“لا يهم…”

 

ثم تقدّم ولمسه.

 

ما إن فعل، شعر بأنه يُسحب كأنه دخل دوامة. وفجأة ظهرت معلومات في ذهنه

:

[قدرة خاصة: التأثير على العالم من خلال “عين السماء”]

 

“عين السماء؟” ظهرت علامة استفهام في ذهن كريستوفر.

 

“هل هذا اسم النجم الأحمر؟ وأيضًا… التأثير على العالم؟ يا لها من قدرة…”

 

حول رؤيته فجأة، ورأى رجلًا راكعًا على قدم واحدة في منتصف قصر ضخم. بدا في أواخر العشرين من عمره، طويلًا، ذو شعر أسود قصير، يرتدي درعًا مكسورًا ومغطى بالدم، ووجهه الوسيم ملوّث بالدماء. كان ثابتًا، لكن عينيه كانتا تمتلئان بالحزن، والذنب، وغضب لا يوصف.

 

كان ذلك هو السير كول، الناجي من هجوم الوحش الشيطاني عديم الوجه.

 

وقفت أمامه امرأة ذات شعر فضي وعينين خضراوين، جميلة وهادئة. كانت إيلين.

 

قالت بهدوء شديد:

 

“رافين هارت كول.”

 

رد عليها السير كول بهدوء:

 

“حاضر.”

 

قالت إيلين ببرود قاسٍ:

 

“أين الصيادة الهاربة؟”

 

رد بنفس الهدوء:

 

“لقد فشلت المهمة.”

 

رمقته بنظرة غاضبة هذه المرة، وقالت بانفعال:

 

“ماذا قلت؟”

 

رد مرة أخرى، بلا تغيّر في نبرته:

 

“لقد فشلت المهمة. وقتل جميع من في الفرقة… ما عدا أنا وبيرو كالفان.”

 

ثم بدأ رافين هارت كول يسرد ما حدث في غابة العظماء، وكأنه يتحدث عن غرباء، لا عن نفسه وأفراد فرقته.

 

وقفت إيلين بصدمة، تمتمت:

 

“كيف خرج الوحش الشيطاني عديم الوجه من سهل الصيد الدامي؟”

 

ثم رفعت رأسها وقالت:

 

“إذاً، كيف نجوتم منه؟”

 

أجابها بهدوء:

 

“محض مصادفة. اكتشفت نقطة ضعفه… ونجوت. أُغمي على بيرو، لكنه نجا أيضًا.”

 

نظرت إليه ببرود، ولم ترد عليه.

 

أكمل رافين، ورأسه منخفض:

 

“كان الحظ في صالحي، لكن الحظ لم يكن مع رفاقي.”

 

قالت إيلين بازدراء خافت:

 

“ومن يهتم بأولئك الحثالة عديمي الموهبة؟ لو أنك استمعت إلي وذهبت مع فرقة التطهير، لكنتم أمسكتم بتلك الفتاة.”

 

انخفض رأس رافين أكثر، وشعر بالغضب والحزن والكراهية. كان يريد أن يصرخ في وجه هذه المرأة، يخبرها بأنهم لم يكونوا حثالة، بل كانوا إخوته. لكنه لم يجرؤ. فقط قال بصوت خافت:

 

“نعم، قديسة، لقد كنت مخطئًا.”

 

“قديسة؟” شعر كريستوفر بالدهشة، وهو يراقب المشهد.”هل هذه المرأة من المعبد المقدس؟ إذاً، هذا هو المعبد المقدس؟”

 

شعر أن ما يحدث أمامه مثير للاهتمام. تأمل قليلًا، ثم راوده فضول لتجربة قدرته الجديدة “التأثير على العالم”، لكنه تردد، ثم قرر ألا يفعل… على الأقل الآن.

 

شعرت إيلين بالدهشة قليلًا وقالت:

 

“لقد تغيرت. يبدو أنك أفقت من هراء الإخوة ذاك وبدأت تدرك كلامي. أنت شخص ذو موهبة. أيقظت نعمة أسلافك، قلب السيف عندما اخترقت الرتبة الأولى من المسار المقدس. لديك مستقبل عظيم، وموهبتك عظيمة. يمكنك أن تطمح لاختراق المرتبة الرابعة، في مسار القديس. لا تدع هذه التفاهات تُلهيك. لو كان شخصٌ آخر فشل كما فشلت، لقطعت رأسه. لكنك مختلف… يمكن أن تكون أحد أعمدتي. لا تخذلني، رافين هارت كول.”

 

قال كول، ورأسه منخفض:

 

“نعم، قديسة.”

 

لكن أصابعه كانت تضغط على الأرض بقوة حتى نزفت دمًا. كان غاضبًا، حزينًا، يكره هذه المرأة لأنها سخرت من إخوته.

 

أكملت إيلين قائلة:

 

“يمكنك الذهاب إلى الخزنة، والحصول على جرعة اختراق من الرتبة الأولى، لتخترق ذروة الرتبة الأولى وتستعد لاختراق الرتبة الثانية. أنا أعتمد عليك، لا تخذلني.”

 

قال كول بهدوء:

 

“حاضر، قديسة.”

ثم تردد قليلًا وأضاف:

 

“وماذا عن عائلة بيتر؟ لقد قُتل في المهمة. ألا يفترض أن تحصل عائلته على تعويض؟”

 

نظرت إليه إيلين ببرود، وخرج منها ضغطًا عظيمًا جعله يسعل دمًا، ثم قالت:

 

“تعويض؟ على ماذا؟ لقد مات، وانتهت قيمته. من حسن حظه أنني لم أقتل عائلته لفشله في المهمة التي كلفني بها السيد التاسع شخصيًا.”

 

شعر السير كول بغضب يحترق في صدره.

 

“لماذا؟ هل لأنه من عامة الناس و عديم الموهبة؟”

كان يتساءل بصمت، لكنه لم يجرؤ على قوله. فقط ركع بسرعة على ركبتيه وقال:

 

“أعتذر، أيتها القديسة. لقد كنت أحمق.”

 

نظرت إليه وقالت ببرود:

 

“همف… حسنًا، أقبل اعتذارك. اذهب الآن.”

 

رد كول بسرعة:

 

“نعم.”

 

وقف، وأخفى يده الملطخة بالدم، وانحنى بهدوء وخرج من القصر.

 

مشى حتى وصل إلى منزله، دخل، ثم نزل إلى القبو وأغلقه بإحكام. وما إن تأكد أنه وحده، حتى لكم الجدار بقوة:

 

بوووووم

“اللعنة…”

“اللعنة…”

“اللعنة عليكِ، أيتها العاهرة…”

 

كان رايفن هارت كول غاضبًا من نفسه، من ضعفه. لو كان أقوى، لما حدث ما حدث. لما قُتل إخوته أمامه، ولما ذُلّ أمام تلك المرأة الحقيرة.

 

جلس على الأرض، وسحب سيفه، وبدأ يتمتم بصوت خافت مليء بالكراهية:

 

“سوف أنتقم… سأقتلك يا إيلين. ثم سأعود… وأقتلك أنت أيضا، أيها الوحش الشيطان عديم الوجه.”

 

كان وجهه ملطخًا بالدم، لكنه هادئ بشكل مخيف. كأنه يتحدث عن شيء تافه، لا عن “القديسة إيلين” التي وصلت إلى ذروة المرتبة الثالثة من المسار المقدس في عمر صغير موهبة عليا، ورُقيت لمرتبة شيخ في فرع المعبد المقدس.

 

ولا عن “الوحش الشيطاني عديم الوجه”، الكائن الغامض ذو الرتبة الثالثة.

 

كريستوفر كان يراقب كل شيء، متعجبًا من قسوة تلك المرأة، لكنه لم يهتم كثيرًا. لم يكن من شأنه.

 

لكنه قرر تجربة قدرته الجديدة على هذا الرجل. نظر إلى سيف معلق على الحائط وفكّر:

 

“تحرّك، أيها السيف.”

 

فتحرك السيف وسقط على الأرض.

 

شعر كريستوفر بسعادة، بينما نظر كابتن كول إلى السيف وظن أنه سقط بالخطأ، فنهض ليعيده مكانه.

 

نظر كريستوفر إليه وفكر:

 

“إنه يكره المعبد المقدس. سيقوم بأي شيء للانتقام.”

 

ثم ظهرت فكرة غريبة في ذهنه:

 

“صحيح… لماذا لا أستخدمه للحصول على موارد جرعة إيقاظ الدم؟ من المؤكد أنه يملك مكانة في المعبد. لو استغللت كراهيته للمعبد ورغبته في الانتقام، سأحصل على ما أريد، وفي المقابل أعطيه تقنيات من النجم المضيء. كلا الطرفين يربح.”

 

ثم فكّر:

 

“لكن كيف أستخدمه من دون أن يشك في أمري؟”

 

نظر كريستوفر إلى رافين هارت كول المحطم، وظهرت فكرة جريئة في ذهنه:

 

“لمَ لا اتظاهر بأنني سيد منظمة، وأقنعه بأنه مؤهل للانضمام لها وانه سوف يحصل على القوة التي يريدها للانتقام؟”

 

شعر أن فكرته قابلة للتنفيذ، خصوصًا مع قدرته الجديدة: التأثير على العالم.

 

أغمض كريستوفر عينيه للحظة، يجمع أفكاره بهدوء. فكرة تمثيله لدور “سيد” منظمة سرية بدت له مغرية… ومليئة بالمخاطر، لكنها قابلة للتنفيذ. إذا لعب أوراقه جيدًا، فقد يتمكن من زرع بذرة الأمل في قلب رافين هارت كول، ويمنحه شعلة وهمية للانتقام… والأهم، يجعله وسيلة للحصول على الموارد التي يحتاجها.

 

تنهد كريستوفر بعمق، ثم تمتم وهو يركز بوعيه على جسد كول:

 

“لقد حان وقت التجربة.”

 

في ذهنه، بدأ يشكّل صورة متكاملة لـ”السيد”ذلك الكيان الغامض الذي سينسجه الآن من خياله بقوته. فجأة، بدأ الظلام في القبو حيث يجلس رافين هارت كول يتحرك ببطء… كأن الظلال نفسها قد بدأت تتنفس، تتماوج على الجدران كأشباحٍ صامتة. خافتة كالهمس، باردة كالثلج.

 

تسللت الظلال إلى كل زاوية، حتى غمر القبو بالكامل… اختفى الضوء، واختفى المكان. وفجأة، أمام كول، تشكّلت هيئة رجل يجلس على كرسي فخم، وجهه مغطى بالكامل بالظلام، غامض لا يمكن تمييز ملامحه، لكن حضوره كان طاغيًا.

 

قال الصوت العميق بهدوء يشبه السكون الذي يسبق العاصفة:

 

“أهلًا، رايفن هارت كول.”

السابق
التالي

تعليقات الفصل "التأثير على العالم"

Subscribe
Login
نبّهني عن
سجل باستخدام قوقل
guest
سجل باستخدام قوقل
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اختياراتنا
hunters_path_resized_enhanced
مسار الصياد المولود من الظلال
تلقي المهمة ولادة الظل مايو 14, 2025
السيف الانفرادي ولادة الظل مايو 4, 2025
43214543234567654321
لحظة تناسخي وجدت عشيرتي على وشك الإبادة
الفصل الرابع: نهاية عشيرة الإمبراطور تشو.. أبريل 30, 2025
الفصل الثالث: لن أجابه هاوية الشياطين بعد اللحظة! أبريل 26, 2025
IMG_3639
عصر النار والدم
الفصل الثامن: مخلوقات السيدار ولادة الدم مايو 10, 2025
الفصل السابع: منزل رجل عجوز ولادة الدم مايو 10, 2025
المزيد

قد يعجبك

IMG_3639
عصر النار والدم
مايو 10, 2025
43214543234567654321
لحظة تناسخي وجدت عشيرتي على وشك الإبادة
أبريل 30, 2025
التواصل
  • أنشر روايتك
  • للتواصل
  • معلومات عنا
روابط مهمة
  • الشروط والأحكام
  • سياسة الخصوصية
أهم الصفحات
  • أحدث الأخبار
  • أرشيف الروايات
  • قناة التلغرام

© 2025 جميع الحقوق محفوظة لموقع فجر الخيال

تسجيل الدخول

سجل باستخدام قوقل

أنسيت كلمة المرور؟

عودة للخلف فجر الخيال

التسجيل

سجل في الموقع.

سجل باستخدام قوقل

تسجيل دخول | أنسيت كلمة المرور؟

عودة للخلف فجر الخيال

أنسيت كلمة المرور؟

أدخل اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.

عودة للخلف فجر الخيال

تحقق لإخلاء المسؤولية

مسار الصياد المولود من الظلال

قد يحوي على مواضيع أو مشاهد غير مناسبة للقراء الصغار وبالتالي تم حظره لحمايتهم.

هل جاوزت الثامنة عشر؟

wpDiscuz