فجر الخيال
  • التصنيفات
    • أكشن
    • مغامرة
    • دراما
    • شرقي
    • خيالي
    • كوميديا
    • ألعاب
    • خيال روحي
    • بطلة
    • تاريخي
    • رعب
    • واقعي
    • رومانسي
    • خيال علمي
    • رياضي
    • مراهقين
    • عالم حديث
    • حروب
    • فنون قتالية
  • المؤلفين
    • Ashura
    • Carefree
    • silver silkworm
  • الترتيب
  • أحدث الفصول
البحث المتقدم
تسجيل الدخول التسجيل
  • التصنيفات
    • أكشن
    • مغامرة
    • دراما
    • شرقي
    • خيالي
    • كوميديا
    • ألعاب
    • خيال روحي
    • بطلة
    • تاريخي
    • رعب
    • واقعي
    • رومانسي
    • خيال علمي
    • رياضي
    • مراهقين
    • عالم حديث
    • حروب
    • فنون قتالية
  • المؤلفين
    • Ashura
    • Carefree
    • silver silkworm
  • الترتيب
  • أحدث الفصول
  • مكتبة الروايات
تسجيل الدخول التسجيل
السابق
التالي

مسار الصياد المولود من الظلال - ولادة الظل - أسرار الصيادين و تحرك القديسين

  1. الصفحة الرئيسية
  2. مسار الصياد المولود من الظلال
  3. أسرار الصيادين و تحرك القديسين
السابق
التالي

جلس كريستوفر ريد على سريره، يفرز المعلومات التي حصل عليها من الحانة، وتمتم بهدوء:

 

“لم أتوقع أن تصبح سيطرة القديسين بهذا الحجم… على حسب المعلومات التي سمعتها، فهم يسيطرون على نصف ممالك قارة نوفاليم باسم المعبد المقدس. لديهم فروع في جميع أنحاء الممالك التي يحكمونها.”

 

عقد حاجبيه وأكمل بصوت منخفض:

 

“ليس ذلك فحسب، بل إنهم يجندون المواطنين من الممالك التابعة لهم. ولكن، من المشهد الذي شاهدته عن تاريخ القارة، فهم يكرهون السحرة أو كما يطلع عليهم الأن الصيادين، يعتبرونهم زنادقة يجب تطهيرهم… إذا علموا أني متناسخ، فسيقتلونني باسم التطهير.”

 

شعر كريستوفر بإلحاح شديد للحصول على القوة. نظر إلى يده، وقال بجدية:

 

“يجب أن أحصل على القوة في هذا العالم الخطير. بدون قوة، سيتم دهسي مثل نملة… والطريقة الوحيدة للحصول عليها هي القرص في وعيي. إذا استطعت مشاهدة مشهد آخر لذلك الرجل في منتصف العمر وهو يعلم تلميذه، و سرقت معلومات طريقة أن أصبح صيادًا، فسأحصل على القوة اللازمة للهروب من الضعف الذي أنا فيه.”

 

أخذ نفسًا عميقًا، وبدأ في التأمل. سرعان ما شعر بالإحساس المألوف مجددًا، وكأن وعيه يُسحب بقوة. ازداد الشعور عمقًا حتى وجد نفسه مرة أخرى في تلك المساحة المظلمة.

 

وقف هناك، يحدق في القرص الطافي أمامه، وتمتم بصوت منخفض:

 

“هل هذه المساحة هي وعيي، أم أنها شيء آخر داخل عقلي؟… لا يهم، يجب أن أحصل على شيء مفيد هذه المرة.”

 

ببطء، تقدم نحو القرص ومدّ يده ليلامسه، وما إن فعل ذلك حتى تم سحبه إلى داخله.

 

في تلك المساحة الداخلية، رأى نجمًا مضيئًا يطفو بهدوء وسط الظلام.

 

راقبه بترقب، وفكر في نفسه:

 

“يجب أن أحصل على معلومات عن طريقة الصيادين.”

بينما كان يفكر، لمس النجم المضيء. فجأة، شعر بقوة لا تُقاوم تسحبه، وحين فتح عينيه، وجد نفسه في المشهد المألوف مجددًا.

 

الغرفة المظلمة نفسها، والرجل ذو الرداء الأسود المطرّز بالذهب يجلس القرفصاء على الأرض. أمامه يجلس فتى صغير، لا يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، بشعر قصير وعينين زرقاوين كالمحيط. كان وجهه الوسيم يحمل نظرة احترام وهو ينظر إلى الرجل الجالس أمامه.

 

“إنهما نفس الشخصين… هل سيتحدث عن التاريخ مرة أخرى؟”

 

بينما كان كريستوفر غارقًا في التفكير، بدأ الرجل في منتصف العمر الحديث بصوت هادئ لكنه عميق:

 

“أيها التلميذ، لقد علمتك خلال السنوات الماضية المعرفة والأسلحة وكيفية استخدامها، لكنني لم أُعلمك تقنية التأمل… هل تعرف لماذا؟”

 

نظر الفتى بهدوء إلى الرجل، وقال باحترام:

 

“سيدي، بالتأكيد أعلم… لأنني كنت صغيرًا، وجسدي لم يكن مستعدًا لاستقبال المانا.”

 

نظر الرجل إلى تلميذه وعينيه مليئتان بالثناء. بعد كل شيء، هذا الفتى كان تلميذه الذي يفخر به.

 

“إجابة صحيحة… اليوم، لن يكون درسنا عن استخدام الأسلحة أو المعرفة، بل سأعلمك التقنية الأساسية التي يستخدمها جميع المبتدئين للشعور بالمانا والشروع في مسار الصياد. اسم التقنية هو [صقل السماء العظيمة]. ولكن قبل أن أُعلمك إياها، يجب أن أشرح لك عوالم نظام الصياد.”

 

شعر كريستوفر بدهشة داخله، وفكر:

 

“هل هذه صدفة؟ عندما أردت معرفة العالم الذي نُقلت إليه، أظهر لي القرص الغريب ذلك المشهد، والآن، عندما أريد القوة وطريقة أن أصبح صيادًا، ينقلني إلى هذا المشهد…؟”

 

بينما كان غارقًا في أفكاره، تابع الرجل حديثه.

 

رفع إصبعًا واحدًا، وقال:

 

“العالم الأول يسمى ‘البذرة’. سُمّي بهذا الاسم لأنه أول عالم وأساسك في مسارك كصياد. كلما كانت البذرة التي كونتها أفضل، كان مسارك كصياد أسهل.”

 

فجأة، خطر سؤال في ذهن كريستوفر: “كيف يتم تحديد مستوى البذرة؟”

 

رفع الفتى ذو العيون الزرقاء يده، وقال بفضول:

 

“سيدي، لدي سؤال.”

 

أومأ الرجل برأسه، وقال: “اسأل.”

 

“كيف يتم تحديد مستوى البذرة المتكونة؟”

 

رفع كريستوفر إبهامه بصمت، وقال في داخله:

 

“جيد يا فتى، استمر!”

 

أجاب الرجل بهدوء:

 

*”يتم تحديد مستوى البذرة بناءً على عدد العناصر التي تتكون منها. إذا كانت البذرة من عنصر واحد مثلا النار، فسيكون امتصاصك للمانا أسرع، وأفضل، وأنقى. أما إذا كانت مكونة من عنصرين نار و رياح، فسيكون أبطأ وأقل نقاءً. يتم تصنيف مواهب الصيادين وفقًا لعدد العناصر التي تحتويها بذرتهم:

 

S: بذرة ذات عنصر واحد (الأفضل).

A: بذرة ذات عنصرين.

B: بذرة ذات ثلاثة عناصر.

C: بذرة ذات أربعة عناصر.

D: بذرة ذات خمسة عناصر.

E: أسوأ موهبة، ذات أكثر من خمسة عناصر.”*

 

تردد الفتى قليلًا، ثم سأل:

 

“إذا، سيدي، كيف تختار الطوائف تلاميذها إذا لم يكونوا يعرفون موهبتهم؟”

 

أجاب الرجل:

 

“”عن طريق اختبار يسمى ‘طريق الغو’، وهو ينقسم إلى ثلاث مراحل، لكن لن أخوض في تفاصيلها الآن.”

 

أخذ نفسًا عميقًا قبل أن يكمل:

 

“حسنًا، لنعد إلى موضوعنا الرئيسي. الآن، شرحت لك مستوى البذرة، وهو العالم الأول، ولكن قبل الوصول إليه، هناك عقبة خطيرة أوقفت العديد من الممارسين: امتصاص المانا الملوثة.”

 

نظر الفتى وكريستوفر بقلق، بينما واصل الرجل حديثه بنبرة جدية:

 

“عندما تمتص المانا الملوثة وتحاول تكثيف البذرة، هناك خطر: إما أن تتحول إلى وحش، أو تنفجر… ببساطة، الموت. لهذا، يجب تكثيف البذرة في غضون شهر واحد. إذا تجاوزت الشهر دون تكثيفها، فلن يتحمل جسدك التلوث، وستكون النتيجة إما الموت أو التحول إلى وحش.”

 

شعر كريستوفر والفتى بقشعريرة باردة تسري في جسديهما. الموت مرعب، ولكن التحول إلى وحش يتغذى على البشر كان أكثر رعبًا.

 

نظر الرجل إلى تلميذه مباشرة، وقال بصوت قوي يتردد صداه في الغرفة وكأنه يخاطب روحه:

 

“لديك الآن فرصة للتراجع والعيش كبشر… أو يمكنك ممارسة هذا المسار الخطير الممتلئ بالأشواك، ولكنه أيضًا مليء بالفرص. الثروة، القوة، المكانة، كلها ممكنة لمن يسير في هذا الطريق. ماذا ستختار؟”

 

ارتبك الفتى، وتردد للحظة، لكنه أغمض عينيه، وأخذ نفسًا عميقًا. عندما فتحهما مجددًا، كانت نظراته تحمل عزيمة قوية، وقال بثقة:

 

“سوف أمارس!”

 

ضحك الرجل بحرارة، وكأن عبئًا انزاح عن صدره:

 

“جيد، جيد! كما هو متوقع من تلميذي!”

 

ثم قال بحزم:

 

“حسنًا، استمع جيدًا… سأقوم الآن بنقل تقنية [صقل السماء العظيمة] إليك!”

 

عند سماع هذه الكلمات، ركز كريستوفر انتباهه بالكامل، وقال في داخله:

 

“يجب أن أحفظ هذه التقنية!”

 

فجأة، ظهرت كلمات ضبابية في ذهنه: [هل تريد نسخ التقنية؟]

 

شعر كريستوفر بالدهشة، لكنه سرعان ما امتلأ بالحماس، وتمتم:

 

“هل هذه إحدى قدرات القرص أيضًا؟”

 

ثم، دون تردد، قال بحزم:

 

“نعم!”

 

بمجرد أن وافق كريستوفر على نسخ التقنية، شعر بتيار قوي من المعلومات يتدفق إلى وعيه، كما لو أن ذكريات وتجارب جديدة قد زُرعت في عقله. لم تكن مجرد كلمات مجردة، بل إحساسًا حيًا، وكأنه عاش التجربة بنفسه.

 

[صقل السماء العظيمة]

 

كانت التقنية تبدو بسيطة في ظاهرها، لكنها تخفي وراءها عمقًا مذهلًا. تعتمد على تهدئة العقل، وتنظيم التنفس، ثم استشعار المانا المحيطة وسحبها ببطء إلى الجسد. المرحلة الأولى تتمثل في الشعور بالمانا، بينما تتمثل المرحلة الثانية في إدخالها إلى الجسد، المرحلة الثالثة تنقية المانا الملوثة و تكثيفها في بذرة.

 

مع استمرار تدفق المعلومات إلى ذهنه، شعر كريستوفر أن الوقت يمر بسرعة. عندما استعاد وعيه، كان المشهد أمامه قد تغيّر الرجل في منتصف العمر قد أنهى حديثه، والتلميذ الجالس أمامه بدا متحمسًا وهو يستوعب التقنية.

 

حينها، تحدث الرجل بصوت هادئ لكنه مليء بالسلطة:

 

“قبل أن تبدأ في تكثيف بذرتك، هناك بعض الأمور التي يجب أن تعرفها عن اختراق المستوى الأول.”

 

توقف لحظة، ثم واصل بصوت أكثر عمقًا:

 

“عند اختراق هذا المستوى، لن يتغير جسدك من الخارج فحسب، بل ستشعر بتحول جوهري في داخلك. دمك سيتطور، عظامك ستصبح أقوى، وحواسك ستزداد حدة. ولكن هذا ليس الجزء الأكثر إثارة…”

 

ابتسم الرجل بخفة وأكمل:

 

“عند اختراقك، سيزداد عمرك الافتراضي بمئة عام.”

 

اتسعت عينا الفتى في دهشة واضحة، وكريستوفر الذي كان يراقب من خلال المشهد لم يكن أقل اندهاشًا. “زيادة عمر بمئة عام؟! هذا يعني أن الصيادين يعيشون لفترات أطول بكثير من البشر العاديين!”

 

لكن الرجل لم يكن قد انتهى بعد.

 

“والأهم من ذلك، عند اختراقك ستوقظ مهارة الصياد الفطرية التي تسري في دمك. هذه المهارة يمكن أن تكون تقنية استدعاء كائن مرافق، أو تقنية قتالية، أو حتى قدرة فريدة لا يمتلكها أحد غيرك.”

 

نظر إلى تلميذه مباشرة، ونبرة صوته تحمل مزيجًا من الترقب والتحذير:

 

“ما ستحصل عليه يعتمد على موهبتك وإرادتك. بعض الصيادين حصلوا على مهارات غير اعتيادية غيرت مصيرهم بالكامل، بينما البعض الآخر حصلوا على مهارات لم تساعدهم كثيرًا. في النهاية، هذا هو طريق الصياد… مليء بالمجهول والمخاطر، ولكنه أيضًا مليء بالفرص العظيمة.”

 

حسنا بأمكانك الذهاب الأن. عندما انتهى الرجل في منتصف العمر بالكلام لم يعد ينظر لتلميذه، وقف وذهب إلى مكتبت الكتب خلفه وأخرج كتاب عنوانه[جرعة ايقاض الدم].

 

نظر التلميذ إلى سيده، و انحنا له وخرج من الغرفة.

 

أخذ الرجل في منتصف العمر الكتاب، و وضعة على الطاولة، وجلس وبدء بالنظر إليه.

 

بينما كان الرجل يقراء الكتاب، نظر كريستوفر إلى عنوان الكتاب و محتواه، خمن على الفور فائدت هذي الجرعة و شعر بالحماس وفكر هل يمكنني نسخها هذا الكتاب؟ 

 

 

ظهرت كلامات ضبابية في ذهنه استجابه لكلماته: [هل تريد نسخ الكتاب؟]

 

نعم 

 

ظهرت معلومات جرعة ايقاظ الدم في ذهنه، فكر كريستوفير كما توقعت، انها جرعة تزيد من احتمالية ايقاظ المهارة الفطرية للصياد.

 

عندما انتهاء من استيعاب المعلومات، نظر إلى الرجل في منتصف العمر، وقف الرجل و أغلق الكتاب وقال: “حسنا، هذا سوف يفي بالغرض” 

 

عندما انتهاء الرجل من الحديث، شعر كريستوفر بصداع و إرهاق عقلي، وقال في نفسه: “هل هاذي حدودي تقريبا؟ تقريبا نصف ساعة… حسنا، لا يجب أن ابقا هنا، اذا أم اخرج من هنا سوف تكون العواقب وخيمة بكل تأكيد.”

 

 عندما بدأ الصداع يزداد، شعر كريستوفر بأن وعيه يُسحب بقوة مجددًا، وعندما فتح عينيه، وجد نفسه مستلقيًا على سريره في الشقة. تنفس بعمق، محاولًا استعادة هدوئه، لكنه شعر بالإرهاق الذهني وكأن عقله قد تم استنزافه بالكامل.

 

مسك رأسه محاولة تهدئة الصداع الناتج عن البقاء لفترة طويلة في القرص، وأخذ نفس عميق، و وذهب الى الحوض المياه الموجود في الغرف لغسل وجه.

 

تساقط رذاذ الماء من وجهه إلى الحوض الخشبي، وقطراته سقطت بصمت على الأرضية المتشققة. رفع كريستوفر رأسه ببطئ، ينظر إلى صورته المنعكسه في سطح المياه. عينيه الحمراء فيهما مزيج من التردد و القلق.

 

تمتم بهدوء، بينما كان الصداع يخفت شيئا فشيئا:

“التحول إلى وحش… أو الانفجار. يا لها من خيارات.”

 

ابتسم بسخرية، لكن تلك الابتسامة لم تصل إلى عينيه. كان يعلم، في اعماقه، انه لا يملك ترف الاختيار .لقد دخل هذا الطريق، ولم يعد هناك مجال للتراجع.

 

 “ولكن ليس لدي خيار، أليس كذلك؟”

 

تنهد بعمق، ثم مسح وجهه بمنشفة قديمة، وعاد إلى السرير بجسده المرهق. 

 

في مكان آخر…

فرع المعبد المقدس في مملكة كلاود.

 

داخل قاعة شاسعة، ارتفعت أعمدة من الرخام الأبيض، تدعم القاعة الغامضة. في منتصف القاعة، وُضعت طاولة دائرية من الخشب الأسود المصقول، يحيط بها تسعة كراسي ضخمة، كل واحد منها يحمل رمزًا مختلفًا.

 

لكن الأعين جميعها كانت موجهة إلى الرجل الجالس على الكرسي التاسع. كان جسده مغطى برداء أبيض طويل، مطرّز برموز سوداء تدور وتتحرك ببطء، كأنها تنبض بالحياة. الغريب أن الضباب الاسود غطّى وجهه بالكامل، مانعًا أي أحد من رؤية ملامحه. ومع ذلك، فإن حضوره الطاغي كان يفرض الصمت والرهبة في القاعة.

 

تكلم أخيرًا بصوت منخفض، لكنه حمل في داخله الهدوء:

 

“هل نجح القديس بارك… في تعقب أثر الصيادة الهاربة؟”

 

ساد الصمت، كما لو أن الجميع كانوا ينتظرون من يجرؤ أولًا على كسره.

 

ثم تحدثت امرأة شابة، لم تكن تتجاوز العشرين من عمرها، شعرها الفضي ينسدل على كتفيها، وعيناها الخضراوان تخفيان ذكاءً لامعًا. كان اسمها القديسة إيلين.

 

“لا، أيها السيد التاسع… لقد فقدنا أثرها قرب غابة العظماء، وكأن… شيئًا أو أحدًا محا اثرها بالكامل.”

 

رفع السيد التاسع يده ببطء، وبدأ ينقر بأصابعه على سطح الطاولة. كان الصوت ناعمًا، لكنه أحدث توترًا واضحًا بين الجالسين. ثم قال بنبرة منخفضة تحمل ظل تهديد:

 

“…من ساعدها؟”

 

تبادلت الشخصيات الحاضرة نظرات صامتة، قبل أن تعود إيلين للكلام، بصوت أكثر حذرًا:

 

“نعتقد… أن طائفة ظل البداية متورطة.”

 

توقفت لحظة، وكأنها تراقب رد فعل السيد التاسع. لكنه لم يقل شيئًا. فقط… استمر في النقر بإصبعه.

 

فأكملت:

 

“التحقيقات تشير إلى أن تلك الطائفة الغامضة، التي لم تظهر منذ أكثر من عقد، قد بدأت بالتحرك من جديد. رئيسهم، المدرج في القائمة السوداء كأخطر الصيادين… يُعرف بلقب الظل القديم، ويُصنّف كخطر من الرتبة S.”

 

تنفست ببطء، ثم واصلت:

 

“قبل عشر سنوات، قتل ثلاثة من قديسينا من الرتبة الرابعة في مملكة سيلفيا أثناء محاولته سرقة عشبة نادرة من الرتبة السادسة. بعد تلك الحادثة، اختفى كليًا. وتداول البعض شائعات بأنه أُصيب في معركة مع القديس إليوت كارفين من الرتبة الخامسة… لكن لا أحد رآه منذ ذلك الحين.”

 

أغمض السيد التاسع عينيه خلف الضباب، كأن ذاكرته استدعت صورًا قديمة. تمتم بصوت خافت، بالكاد سُمع:

 

“الظل القديم… هو إذًا من كسر صمت الطائفة بعد كل هذه السنوات؟”

 

تردد صدى كلماته في أرجاء القاعة.

 

قال رجل آخر بصوت أجش، وهو يعبث بحلق من الحديد في أذنه:

 

“إذا كان هو، فإن تحركاته ليست صدفة… هل من الممكن أن الصيادة التي هربت سربت المعلومات؟”

 

 

في تلك اللحظة التي ساد فيها الصمت بعد سؤال الرجل ذو الحلقة الحديدية، رفع السيد التاسع رأسه ببطء، وابعد أصابعه من على الطاولة.

 

قال بصوت عميق، كأن كل كلمة تخرج منه كانت تُقاس بحسابات دقيقة: “إذا كانت تلك الصيادة قد سربت المعلومات، فهذا يعني أن لدينا مشكلة أخرى 

 

أخذ نفسًا طويلًا قبل أن يضيف: “إيلين، أرسلي أحد الأعضاء الموثوقين لديك لتعقب هذه الصيادة الهاربة. لا أريد أن تبقى أي خيوط مفتوحة. إذا كانت طائفة ظل البداية متورطة، فإن الأمر يتطلب تحرك سريع.”

 

نظر السيد التاسع لأحد الأشخاص الجالسين. اسمه غريغور، وقال: “إما أنت، أريدك أن تقود قسم الفرسان النخبة لإغلاق جميع المداخل في المملكة. المملكة محاطة بالجبال العظيمة التي يصعب تسلقها، والطريقة الوحيدة للخروج هي الممر الشرقي، إضافة إلى بعض الثغرات الصغيرة التي يمكن أن يستغلها الغرباء. لذلك، أريدك أن تُغلق جميع المخارج، بما في ذلك الممر الشرقي. لا أحد يخرج، ولا أحد يدخل.”

 

 

 

ما إن أنهى السيد التاسع أوامره، حتى نهض غريغور من مقعده دون أن ينبس بكلمة. كان رجلًا ضخم البنية، يرتدي درعًا داكنًا محفورًا عليه رموز مقدسة باهتة. عينيه الرماديتان كانتا حادتين كالسيوف، تُحدقان في الفراغ وكأنهما تخترقان الحجب.

 

مدّ يده ببطء نحو سيفه الضخم المثبّت على ظهره، ثم طرق به الأرض مرة واحدة. ارتجّت الأرضية من تحتهم لوهلة، وارتفعت حوله دوامة خفيفة من الضباب الأسود، مصحوبة بشرارات فضية دقيقة.

 

في لحظة، كون بوابة من الضباب الاسود، واختفى جسده في لمحة، تاركًا خلفه أثرًا باهتًا من الشرارت الفضية يتلاشى في الهواء.

 

سادت لحظة صمت ثقيلة.

 

تبادلت أعين المجلس النظرات، وكانت أغلبها تتراوح بين الانبهار والرهبة.

 

تكلم أحد الرجال، كان مسنًا بلحية طويلة بيضاء وعينين باهتتين، وقال وهو يهز رأسه بخفة: “غريغور… لم يتغير قط. لا زال يستعرض قوته بهذه الطريقة.”

 

بعدما انتهى الرجل المسن من حديثه، ساد الصمت في القاعة لثوانٍ معدودة، وكأن الجميع كانوا يراقبون رد فعل السيد التاسع. رفع السيد التاسع رأسه ببطء، وألقى نظرة هادئة على الحضور. كانت عيونهم تراقب حركاته وكأنها تنتظر إشارة منه لبدء التحرك.

 

ثم، أخيرًا، تكلم بصوت عميق و ثابت:

 

“لقد انتهى الاجتماع.”

 

السابق
التالي

تعليقات الفصل "أسرار الصيادين و تحرك القديسين"

Subscribe
Login
نبّهني عن
سجل باستخدام قوقل
guest
سجل باستخدام قوقل
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اختياراتنا
43214543234567654321
لحظة تناسخي وجدت عشيرتي على وشك الإبادة
الفصل الرابع: نهاية عشيرة الإمبراطور تشو.. أبريل 30, 2025
الفصل الثالث: لن أجابه هاوية الشياطين بعد اللحظة! أبريل 26, 2025
IMG_3639
عصر النار والدم
الفصل الثامن: مخلوقات السيدار ولادة الدم مايو 10, 2025
الفصل السابع: منزل رجل عجوز ولادة الدم مايو 10, 2025
hunters_path_resized_enhanced
مسار الصياد المولود من الظلال
تلقي المهمة ولادة الظل مايو 14, 2025
السيف الانفرادي ولادة الظل مايو 4, 2025
المزيد

قد يعجبك

IMG_3639
عصر النار والدم
مايو 10, 2025
43214543234567654321
لحظة تناسخي وجدت عشيرتي على وشك الإبادة
أبريل 30, 2025
التواصل
  • أنشر روايتك
  • للتواصل
  • معلومات عنا
روابط مهمة
  • الشروط والأحكام
  • سياسة الخصوصية
أهم الصفحات
  • أحدث الأخبار
  • أرشيف الروايات
  • قناة التلغرام

© 2025 جميع الحقوق محفوظة لموقع فجر الخيال

تسجيل الدخول

سجل باستخدام قوقل

أنسيت كلمة المرور؟

عودة للخلف فجر الخيال

التسجيل

سجل في الموقع.

سجل باستخدام قوقل

تسجيل دخول | أنسيت كلمة المرور؟

عودة للخلف فجر الخيال

أنسيت كلمة المرور؟

أدخل اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.

عودة للخلف فجر الخيال

تحقق لإخلاء المسؤولية

مسار الصياد المولود من الظلال

قد يحوي على مواضيع أو مشاهد غير مناسبة للقراء الصغار وبالتالي تم حظره لحمايتهم.

هل جاوزت الثامنة عشر؟

wpDiscuz