لحظة تناسخي وجدت عشيرتي على وشك الإبادة - الفصل الرابع: نهاية عشيرة الإمبراطور تشو..
- الصفحة الرئيسية
- لحظة تناسخي وجدت عشيرتي على وشك الإبادة
- الفصل الرابع: نهاية عشيرة الإمبراطور تشو..
الفصل الرابع: نهاية عشيرة الإمبراطور تشو… لقد آن أوان فنائها!
في أراضي عائلة تشو—
وقف رجل طاعن في السن، ذو شعر أبيض ووجه مغطّى بالتجاعيد، غير أن ملامحه ظلّت تحمل هيبة لا تخفى، وغضبًا مكبوتًا تحت ستار ذلك!
“هل حان دور عائلة تشو أخيرًا؟!”
لكن الحزن كان أعمق من الغضب في ملامحه، فأغمض عينيه ببطء، كأنّه يودّع شيئًا ثمينًا في قلبه…
وكان هذا الرجل العجوز، هو ربّ عائلة تشو الحالي، تشو تسونغ بينغ!
وراءه،
وقف جميع الأقوياء من العائلة، ومعهم العباقرة الشباب، متأهّبين، يراقبون بصمت الحشود التي أحاطت بعائلة تشو من كل اتجاه.
لم تظهر على وجوههم علامات الخوف، كأنهم قد استعدّوا منذ زمن لهذا اليوم المحتوم!
وفي لحظة—
فتح تشو تسونغ بينغ عينيه من جديد، وفيهما هدوء وثبات، وعزم لا يعرف التردّد!
“فعلوا تشكيل الإمبراطور!”
قالها بصوت بطيء، كمن اتّخذ قرارًا لا رجعة فيه.
في الحال—
~دووم!~ ~دووم!~ ~دووم!~
اهتزّت أرض عائلة تشو بالكامل، وانبعثت أصوات مجلجلة كأنّ زلزالًا ضرب الأعماق!
ومع كل اهتزاز، تفجرت هالةٌ مرعبة وصلت لعنان السماء، ومن أعماق أراضي العشيرة، اندفع عمودٌ ذهبيّ من النور نحو السماء، رابطًا الأرض بالسماء بستارٍ سماويٍّ مهيب!
في لحظة—
بدأت قوة السماء والأرض الهائلة تتجمّع بجنون نحو أراضي عائلة تشو!
وتحوّل لون السماء إلى ذهبيّ مقدّس، وانهمر من الأعالي نورٌ ذهبيّ، غمر عائلة تشو بأكملها، وشكّل فوقها طبقة من النور المهيب المتلألئ!
وبين السماء والأرض—
انبثق حاجز بهي مغطّيًا العشيرة كلها، وتدفّقت منه هالة الامبراطور العظيم كأنها طوفان لا يُرد!
ظهرت رموز ذهبية لا تُحصى على التشكيل، كلّ رمز منها بدا وكأنّه وُلد من تلقاء نفسه، يمتصّ قوة السماء والأرض، ويغذي قلب التشكيل بقوة متدفّقة!
~كرااااك—!~
تفعل التشكيل الإمبراطوري بأكمله، والفراغ المحيط بدأ يهتزّ كأنّه على وشك الانهيار من شدّة الضغط!
وتفجرت منه هالة الإمبراطور العظيم، والتي بدأت تزداد رعبًا لحظة بعد أخرى!
وعندما اكتمل تنشيط تشكيل الحماية لعشيرة تشو—
“يالَه من تشكيلٍ مروّع!!!”
“يُقال إن هذا التشكيل هو من بقايا الإمبراطور العظيم هوانغتيان، سلف عائلة تشو!
ذو متانة لا تُضاهى، ويحتوي على نفحة من روح الإمبراطور نفسه، والتي تُفعّل هجوم الإمبراطور العظيم!”
“هُوه! أما زالوا يلقّبونه بالإمبراطور العظيم هوانغتيان؟! سلف عائلة تشو المزعوم ليس سوى إمبراطور آثم!”
“مهما بلغت عظمة هذا التشكيل… فلن ينقذ عائلة تشو من الهلاك اليوم!”
انبهر الجميع أمام هذه القوة المهولة، وتوالت صيحات الدهشة من كل حدب وصوب!
لكن…
وسط تلك الأصوات، برزت أصواتٌ أخرى، حادّة باردة، امتلأت بالسخرية والازدراء!
وبينما كانت النقاشات تحتدم—
“مجرد تشكيل من بقايا إمبراطور آثم، ما الذي يدعو لهذا التهويل؟!”
دوى صوت باردٍ كالثلج، تردّد في أرجاء السماء والأرض!
وفي اللحظة التالية—
فقدت السماء ألوانها!
تمزّق الفراغ فوق الرؤوس فجأة، فانشقّت منه فجوة هائلة، تمتدّ مئات الأمتار، وانبعث منها هالة تهتزّ لها الأرواح!
~بووم!~ ~بوووم…~
دوّى صوت خطواتٍ ثقيلة صادرة من الشقّ، وفي الحال… عمّ الصمتُ كلّ من كان حاضرًا!
حتى النظرات تغيّرت—امتلأت عيون الجميع بالخشية والتوجّس!
تحت أنظار الجموع—
تلألأت نجوم من أعماق الشقّ المظلم!
ثم خرج رجلٌ يرتدي رداء أرجوانيًّا مذهّبًا، وجهه بارد متعالٍ، تشعّ منه هالة مهيبة، ويحيط به نسيج من النجوم التي تدور حوله كأقمار صغيرة، يمشي على طريق سماوي مرصّع بالنجوم!
ومع ظهوره—
“إنه الإمبراطور العظيم شينغشوان!!!”
تحت ضغطٍ لا يُرى لكن رعبه غير خافٍ، أحنى الأقوياء من كل القوى الحاضرة برؤوسهم، وقد صعقوا من رهبة المشهد!
إنه—
إمبراطور عظيم بشخصه!!!
لم يلتفت الإمبراطور العظيم شينغشوان إلى أحد، بل ألقى بنظرة جليدية نحو التشكيل العظيم الذي يحمي عائلة تشو، ثم ركّز نظره على ربّ العائلة، تشو تسونغ بينغ!
“كأحفاد للإمبراطور الآثم… هل تعتزم عائلة تشو، مقاومة بيأس؟!”
اشتدت البرودة المنبعثة من عيناه، ثم نطق ببطء:
“سائر عشائر الأباطرة الآثمين التسعة قد أُبيدوا، ولم يتبقَّ سواكم، عائلة تشو!”
“أتظنّون بكل سذاجة أنكم قادرون على مواجهة الجميع في عالم لينغشوتيان؟
ألن ترضخوا وتعترفوا بذنبكم؟!”
لم تكن عباراته مدوّية، لكنها كانت مشبعة بسحر رهيب، فما إن نُطق حتى تحوّل صوته إلى ما يشبه الرعد المزمجر في أعالي السماء، تردّد في الأرجاء!
كل كلمة…
كل حرف…
غمر ببردٍ قاتل، وصقيعٌ يوشك أن يجمد الأرواح!
الضغط المهول لهالة إمبراطور عظيم خيّم فجأة على سماء عشيرة تشو، مخترقًا تشكيلهم الإمبراطوريّ!
وما إن انتهت كلمات الإمبراطور شينغشوان حتى…
~كرااااك—!~
تردّد صرير الأسنان من أفواه رجال عائلة تشو، احمرّت أعينهم من شدّة القهر،
وارتجفت أجسادهم ، ونزفت قبضاتهم من شدة الضغط والغضب!
وفي تلك اللحظة
رفع ربّ العائلة، تشو تسونغ بينغ، رأسه مع ثبات منقطع النظير، ونظر إلى الإمبراطور شينغشوان دون خضوعٍ أو غطرسة، ثم زفر وقال بصرامة وبصوتٍ مهيب:
“أيّها الإمبراطور شينغشوان، رغم مكانتك كإمبراطور، إلا أنّ كلماتك هذه مثيرة للسخرية!”
“تأمّل جيدًا في أسلافنا، وفي الأباطرة العظام التسعة الآخرين، الذين حملوا أرواحهم على أكفّهم، وقاتلوا الأجناس الشيطانية لأجل شعب المجال السماوي. لم يرحلوا طمعًا، بل غادروا مضطرين!”
“لقد أجبروا تلك الأجناس على العودة إلى هاوية الشياطين، ومنذ ذلك الحين، ظلّوا قائمين على حراستها، لا لأجل لينغشوتيان وحدها، بل لأجل سلامة المجال السماوي بأسره!”
“فأيّ حقّ تملك لتصفهم بالأباطرة الآثمين؟! وأيّ غطرسة هذه التي تتحدث بها؟!”
ازدادت نبرته حدّة مع كل جملة، وغمر وجهه حزنٌ عميق لا يُخفى، ممزوجًا بغضبٍ مكبوت كاد أن ينفجر!
كان مشهدًا موجعًا…
شيخٌ عظيم، يرى إرث سلفه يُداس، وتضحياتهم تُسحق بالافتراء!
وما إن فرغ من كلماته حتى ضحك الإمبراطور شينغشوان ضحكة ساخرة، عالية…!
“حراسة هاوية الشياطين؟ حماية شعب المجال السماوي؟”
نظر إليه باحتقار من علٍ وابتسامة التهكّم ترتسم على محيّاه:
“هاه… لا أكثر من كذبة، حبكها الأباطرة الآثمون العشرة بأنفسهم!”
“تحالف الأباطرة قد فتح ملفّات القضية كلّها، وبعد التحقيق الشامل، تبيّن أن ما تسمّونه هاوية الشياطين، ما هي إلا جزءٌ من المجال السماوي ذاته— عالم لم يُستكشف بعد، لا أكثر!”
“وفي الحرب السابقة، تكبّدت الأجناس الشيطانية خسائر فادحة، ولم يعُد هناك حاجة لحراستها! بل إنّ هذه الكائنات ما عادت تمثّل أي خطر!”
“هؤلاء الأباطرة العشرة، وعلى رأسهم تشو فان، أرادوا احتكار تلك الرقعة من العالم، فأطلقوا عليها اسم (هاوية الشياطين)، وزعموا أنها من خارج المجال السماوي!”
“أليس ذلك مثيرًا للسخرية؟!”
“لماذا فُصلت هاوية الشياطين عن المجال السماوي؟ لماذا استمرّت عشيرتكم، عشيرة الإمبراطور، في البقاء؟ أليس في ذلك خداع ومؤامرة؟!”
“بل ربما…”
ارتفع صوته قليلًا، وبدا وكأنه يكشف سرًّا دفينًا:
“ربما هؤلاء الأباطرة الآثمون، قد تواطؤوا مع الأجناس الشيطانية طيلة هذه السنوات،
من خلف ظهر شعوب المجال السماوي!”
“مهما شرحتم… لن يصدّقكم أحد!”
كلماته تنهمر كالمطارق، لا تكشف عن أفكاره فحسب، بل تدينهم…
حتى بدا أن خطاب “تشو تسونغ بينغ” السابق، مجرد غلاف هشّ لكذبةٍ كبرى!
وكانت النتيجة…
أن موقف “تشو” بدا هشًّا، ضعيفًا، كأنّه نُزع عنه غطاء المهابة، وغدا حجّةٌ مكسورة أمام الرأي العام!
وما إن رأى الحاضرون كلام الإمبراطور شينغشوان مرتّبًا، منطقيًّا، حتى ساد صمتٌ عميق، يقطعه فقط صوت نبضات القلب الغاضب في صدر تشو تسونغ بينغ…
“أنتَ… أنتَ…”
ظهر الوجوم والذهول على وجه العجوز، لم يتوقّع أن يجرؤ خصمه على ليّ الحقائق بهذا الشكل!
اهتزّ جسده من شدّة الغضب، حتى كاد أن يتهاوى!
أن يُوصم السلف تشو فان، والأباطرة العظام التسعة بلقب “الأباطرة الآثمين”…
أيّ إهانة تفوق هذا الذلّ؟!
لكن شينغشوان لم يمهله فرصة للرد، بل تابع سخريته ببرود قاتل:
“دعنا نتجاوز مسألة تواطئهم من عدمه… حتى لو كانوا صادقين في حراستهم، فالحقيقة أنّ تلك الحاجة لم تعد قائمة!”
“حتى لو بقي في الهاوية بعض من الأباطرة الشيطانيين، فما الذي يثير الذعر؟
المجال السماوي، بعد تسعين ألف عام، بات يفيض بالأباطرة الجدد كما ينبت الخيزران بعد المطر!”
“العشائر الإمبراطورية؟! ما هي إلا بقايا ماضٍ منسي!”
“تحالف الأباطرة اليوم يسيطر على العوالم العشرة الكبرى، وقادر على تسوية الهاوية بالأرض!”
ثم أكمل، وصوته مليء بالازدراء:
“ناهيك عن ذلك—
إن كانوا صادقين فعلًا في حراسة الهاوية، فأين هم منذ تسعين ألف عام؟!”
“أين هم؟! لماذا لم يَعُد أحد؟ لماذا لم تُرسل عشيرتكم أو باقي العشائر التسع أحدًا إلى هناك؟!”
“بمجرّد الوصول لهذه النقطة… أليس واضحًا أنّ هناك شيئًا مريبًا؟ أن حراسة الهاوية ليست إلا حجّة زائفة تُخفي سرًّا لا يُقال؟!”
—-
ملاحظة المؤلف: قد يقال العرق الشيطاني أو العرق الغريب حسب ما يقتضيه السياق، فاسمهم العرق الشيطاني لكنهم غرباء عن العالم فقد يوصمون بالغريب.