لحظة تناسخي وجدت عشيرتي على وشك الإبادة - الفصل الثاني:عائلتي على شفا الفناء؟ إذن لا مفرّ من أن أكون الشرير!
- الصفحة الرئيسية
- لحظة تناسخي وجدت عشيرتي على وشك الإبادة
- الفصل الثاني:عائلتي على شفا الفناء؟ إذن لا مفرّ من أن أكون الشرير!
الفصل الثاني: عائلتي على شفا الفناء؟ إذن لا مفرّ من أن أكون الشرير!
استعاد تشو فان ملامح حياته السابقة!
كان نكرة في بداياته، لكنه ارتقى بسرعة الصاعقة، واجتاح العالم بسيفه، حتى بلغ مصافّ الأباطرة العظام، وكان من أوائل من نالوا هذا اللقب في تاريخ المجال السماوي، بل وكان أصغر إمبراطور عظيم عرفه التاريخ!
أسّس العشيرة الإمبراطورية، فزلزل المجال السماوي، ودوّى اسمه في كل أرجاء العالم!
لكن الأفراح لم تدم طويلًا…
حين تمزّق الحاجز الذي يفصل العالم عن هاوية الشياطين، اندفعت جحافل الظلمة، واجتاحت العتمة الأرض، واندلع الفساد والاضطراب!
حينها، تحالف الجسد الأصلي لتشو فان مع الأباطرة العظام التسعة الباقين، وساروا جميعًا نحو الهاوية، مصمّمين على القتال حتى الموت؛ دفاعًا عن لمجال السماوي من غزو الكائنات الغريبة!
عشرة آلاف عام من الثبات وعدم الاستسلام، وفي النهاية تمكّنوا من كبح قوى الشياطين، وإعادتهم لأعماق الهاوية!
لكن للحيلولة دون اندلاع الفوضى مجددًا، قرّر الأباطرة العشرة أن يقيموا بأنفسهم عند تخوم الهاوية، ويُحكموا إغلاقها بختم مشترك، ويحرسوها بأرواحهم!
مرّت تسعون ألف سنة…
وفني جميع الأباطرة التسعة، واحدًا تلو الآخر، بعد أن نضب عمرهم تمامًا…
ولم يتبقَّ سوى الإمبراطور صاحب هذا الجسد لوحده!
حتى مع مرور الزمن، ظلّ أصغر إمبراطور عرفه المجال الإلهي محتفظًا بهيئته الشابة، رغم أنّه عاش ما يقرب من مئة ألف عام!
ورغم اقتراب أجله، فقد كان يستمدّ قوته من إصرار لا يلين، ليمضي في مهمّته، حارسًا الهاوية حتى الرمق الأخير!
لكن ما من أحد كان يعلم…
أنّ صاحب الجسد كان يصدّ الشر في المقدمة، فيما كانت عشيرته وشعبه في أرض المجال السماوي، يُبادون عن بكرة أبيهم!
ثمّة مأساة كبرى قد بدأت، فأبناء الأباطرة التسعة الذين سقطوا، قد تعرّضوا في هذا الزمن بالذات لمصير مأساوي!
وما أدّى إلى تلك الإبادة هو أن الأباطرة العشرة الذين قضوا عمرًا في حراسة الهاوية، لم ينالوا شكرًا ولا امتنانًا، بل أُلصق بهم أشنع الألقاب:
“الأباطرة الآثمون!”
ومن كان يُلقَّب بـ”الإمبراطور الآثم”…
كان مصيره، ببساطة، الفناء!
وهكذا، فإن هذا الظلم الهائل هو ما جعل صاحب الجسد يفقد صوابه، ويتحوّل تدريجيًا إلى الشرير الأعظم، إلى العدو الأخير…
إلى الإمبراطور الخالد للمسار الشيطاني!
فأخبروني بربّكم… رجلٌ قضى حياته حارسًا للهاوية، صامدًا في وجه الظلام لأجل نقاء الأرض من خلفه، ثم يعود ليجد أن نسلَه، وأبناء أصدقائه، قد أُفنوا!
ثم حين أراد أن يثأر لعشيرته، اعترضه أهل المجال السماوي، ضغطوا عليه أخلاقيًا، واتهموه ظلمًا، بل جرّموه ولاموه!
وهكذا تحت وطأة الافتراءات والخذلان، لم يكن أمامه من طريق سوى أن يتحوّل إلى “شيطان”، فاندثرت هوية الإمبراطور العظيم لهوانغتيان.
وحلّ محلها شرير مطلق….
الإمبراطور الخالد للمسار الشيطاني، عدوّ المجال السماوي بأسره!
وما إن أعاد تشو فان ترتيب خيوط الحكاية في ذهنه، حتى اكتست ملامحه ببرودة قاتلة!
“لقد حكمتم على أنفسكم بالهلاك!”
لم يستطع كتم امتعاضه، فتمتم ساخرًا، ثم أدار ناظريه نحو الفراغ اللامحدود،
وكأنّ بصره قد اخترقه، وقال بسخرية باردة:
“بما أنني قد حللت محل الإمبراطور هوانغتيان، فمصيري المستقبلي… سيتغيّر لا محالة!”
“والآن بعد أن أخذتُ مكانه… فهذه حياتي الثانية كإمبراطور!”
“شرير؟ هاها…”
“إن حرمت ثأري، وأبيدت عشيرتي، ومنع عليّ الانتقام…
فإذن، سأكون الشرير عن طيب خاطر!!!”
وفي لحظة انبثقت من جسده هالة رهيبة، ارتعد لها الفضاء من حوله، وتردّدت أصوات التحطم في الفراغ!
“من يستحق الفناء… هو أنتم!”
قالها بصوت بارد كنصل السيف، حتى إنّ صقيعًا بدأ يتشكّل تحت قدميه على المنصة ذاتها!
فما دام نسلُه سيباد، فبأيّ حقّ يُطالب هو بحراسة الهاوية؟
وبأيّ وجه يُطلب منه أن يفتدي الآخرين بسكينته وسيفه؟!
يا للسخف!
هؤلاء القوم… لا يستحقّون شيئًا!
بدأت هالة تشو فان تتصاعد بعنف، وغمرت عينيه العميقتين ظلالٌ من القتل والعزم الذي لا يتزعزع!
“لم يعُد ثمّة حاجة لحراسة هاوية الشياطين… حان وقت العودة، وتسوية الحساب!”
خرج صوته كريحٍ جليدية، لا دفء فيه ولا تردّد… لقد اتخذ قراره بالفعل!
……
في الوقت ذاته في أعماق هاوية الشياطين—
بدا المكان أشبه بجحيمٍ دموي لا نهاية له، تتقاذفه أمواج الهالة العنيفة، وتتعالى منه الدويّ العالي كأمواج محيط غاضب!
إنه بحرٌ من الدم، يمتدّ إلى ما لا تراه العين، مرعب في سكونه، هائج في لُجّته!
وفي الفراغ الذي يعلو هذا البحر، ظهرت صورة تُحاكي الخارج، حيث كان تشو فان جالسًا القرفصاء فوق إحدى المنصّات، ظهره لهاوية الشياطين!
وعلى سطح هذا البحر الدموي، وقفت عشرات الكائنات تحدّق في تلك الصورة العائمة في الفراغ—
عيونهم المحمرّة المشبعة بالدم تتوهّج بالحذر، ووجوههم المهيبة لا تحمل سوى البرود القاتل!
هؤلاء لم يكونوا إلا الأباطرة العظام من عرق الشياطين—
كل واحد منهم يشعّ بهالة تزلزل الأرواح، تقشعرّ لها الأبدان!
ومنذ البداية وحتى الآن، لم يُبدِ تشو فان أي ردّة فعل رغم أنّ هالته بدت مضطربة، والهالة القاتمة المحيطة بجسده أصبحت أكثر كثافة من المعتاد!
وما إن رأوا ذلك، حتى بدت علامات السعادة تتسلّل إلى وجوههم القاسية،
وانعكست مشاعر الفرح في عيونهم الدامية المتّقدة!
“يبدو أنّ ساعة تشو فان قد اقتربت حقًّا!”
“من بين الأباطرة العظام العشرة الذين حرسوا المجال السماوي، لم يتبقَّ سواه! لقد شاخ، ولا أظنّه قادرًا على الصمود طويلًا!”
“لقد مات تسعة من الأباطرة العظام، وتشو فان ليس عنهم ببعيد… ما إن يسقط، سينهار الختم الذي يكبح هاوية الشياطين، وسنتحرر!”
“لو لم يكن أولئك التسعة قد دمجوا بقايا أرواحهم في الأسلحة الإمبراطورية قبل موتهم، ولو لم تكن تلك القوى في يد تشو فان الآن، فهل كان هذا العجوز ليقمعنا وحده؟!”
“هُمف، من الواضح أنّه لم يعُد قادرًا على الصمود… لم يستطع عبور العتبة الأخيرة، ومآله أن يتحول لهيكل عظمي كما الآخرين!”
ورغم أنهم أباطرة عظام، إلا أنّهم في هذه اللحظة لم يتمكنوا من كبح حماسهم،
فأجسادهم ارتجفت من شدّة الإثارة!
بل إن بعضهم… ذرف دموع الفرح!!
ففي نهاية المطاف، باستثناء أولئك الأباطرة التسعة الذين سقطوا كان تشو فان الإمبراطور العظيم، هو من قمع عشيرتهم وسجنها في هذا الجحيم طيلة تسعين ألف سنة!
حتى في أحلامهم، كانوا يتمنّون الهروب من هذا المكان المظلم المدعوّ بـ هاوية الشياطين!
ومضت لحظات…
فجأة ومن بين أولئك الأباطرة الغرباء، تقدّم رجل ضخم الجثة، عارٍ من الأعلى، وجهه يوحي بالقسوة، ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة خبيثة، وخرجت منه قوة الإمبراطور العظيم!
“دعوني أختبره بنفسي!!!”
صرخ بصوتٍ كالسياط، ثم تحوّل إلى شعاع من الدم، وانطلق خارج هاوية الشياطين مباشرةً!
وما إن خرج، حتى اهتزّ بحر الدم بأكمله، وارتفعت أمواجٌ قرمزية تعانق السماء، كأنّها تنذر بفيضان من الهلاك!
في غمضة عين اندفع شعاعٌ دموي خارج الهاوية، وانبعث منه ضياء كاد يغمر السماء!
“تشو فان، سأُرسل روحك إلى مثواها الأخير!!!”
لم يتردّد الإمبراطور العظيم الغريب لحظة واحدة، وانقضّ على تشو فان الجالس على المنصّة، وفي قبضته، ظهرت رمحٌ عملاق يتصاعد منه دخانٌ أسود، يشعّ بهالة مدمّرة لا توصف! بطعنة واحدة… اهتزت الأرض والسماء!
ورغم أنّه كان “يختبره” فحسب، إلا أنّه لم يجرؤ على التهاون أو التراخي، بل أطلق العنان لقوّته الكاملة!
اقترب من الهدف في لمح البصر، وهجم بكل ما أوتي من جبروت!
الفراغ المحيط به بدأ يتداعى، وصوت الانفجار الناجم عن الهجوم كان يصمّ الآذان!
كان في قرارة نفسه يأمل أن يتمكّن من قتل تشو فان فعلًا، فإن حدث ذلك…
لن يكون هناك من يقف في وجههم، وسيُكسر القيد الأبدي، وسيخرجون أخيرًا من هذه الهاوية اللعينة… أحرارًا كما كانوا!
لكن—
حين اقترب ذلك الإمبراطور الغريب، وكان رمحه الطويل المشبع بهالة الفناء على وشك أن يهوي…
فتح تشو فان، الذي كان جالسًا وظهره للهاوية، عينيه فجأة!
وانفجرت من جسده هالة لا يمكن وصفها، وفي عينيه لم يكن هناك مجرّد ضوء بارد، بل حدّة سيف لا يلين، ونظرة قاتل لا يرحم!
“اخضع!”
استدار ببطء، لا بل بشكل غريزيّ، ومن دون أن يُلقي نظرة على المهاجم،
رفع يده فجأة… وصفع الإمبراطور الغريب في الهواء صفعةً واحدة!!!
ضربة واحدة فقط—
مزّقت الفراغ ذاته، وجعلت كلّ شيء من حولها يتشوّه وينهار!!!