عصر النار والدم - ولادة الدم - الفصل السادس: الانتقال
لم تتغير تعابير الرجلين. وكأنهما لم يسمعا منه أي شيء بالمطلق.
” هل ستسلمه أم لا؟”
أحدهم سأل وهو يحدق فيه، كان المواطنون يمرون بجانبه كما لو كانوا غير مرئيين. لم يلتفت إليهم أحد حتى بنظرة صغيرة.
“ماذا، هل لديك مشكلة في السمع؟ قلت إنني لن أسلمه”
لم يظهر الرجلان أي تعبير كما لو كانا يتوقعان هذا الرد. اقتربوا من فينسينت كما لو كانوا يستعدون لفعل شيء ما.
~ضربة~
رٌمِيَ حجر على رأس أحدهم والتفت الرجلان لرؤية من ألقى الحجر، كان هناك الكثير من الناس في محطة القطار لذلك لم يتمكنوا من رؤية الجاني. أعادوا نظرهم إلى فينسينت بعد فقدان الأمل في العثور على الجاني، لكنهم لم يجدوه في أي مكان.
فينسنت كان قد هرب بالفعل مستغلًا هذه الفرصة. لم ينظر إلى الوراء وهو يركض خارج محطة القطار إلى شوارع الأحياء الفقيرة، توقف أمام جدار في أحد الأزقة، معتقدًا أن لا أحد قد رأه.
أخرج الحجر الأحمر من جيبه ونظر إليه بتركيز ‘اللعنه. من الصعب تصديق أن حجرًا تافهًا كهذا سيقودني إلى موتي’.
لعن بداخله. كان قد أخذ قراره وعزم على أن تكون هذه آخر جريمة يرتكبها من هذا النوع .
ظل فينسنت في هذه الحالة، محدقًا في الحجر الأحمر لبضع دقائق أخرى. كان قد فكر في العودة إلى المنزل. لكنه تذكر أن هؤلاء الرجال يعرفون بالفعل أين يعيش وسينتظرونه هناك.
لاحظ فنسنت شيئًا غريبا عن الحجر في يده في البداية،عندما رأها للمرة الأولى، كان لونها أحمر غامق مثل الدم الطازج، ولكن الآن كان لونها أغمق، وكأنها تتحول إلى الأسود.
ظهرت عين صغيرة في وسط الحجر، وكانت تنظر مباشرة إلى عينيه.
لقد تفاجأ وكان على وشك السقوط على الأرض من الخوف. بدأت العين تصدر ضوءًا أبيضًا ساطعًا، غطى عينيه من السطوع. وأصبح الضوء أكثر اشراقًا حتى أن الزقاق أصبح مضاءً بالكامل باللون الأبيض.
لم يستطع فينسينت رؤية أي شيء سوى الضوء الأبيض. فجأة انطفأت الأنوار. وعاد الزقاق الأسود المظلم إلى ما كان عليه من قبل. لم يكن هناك أي أثر لفينسينت، كما لو أنه اختفى من هذا العالم.
فتح فينسنت عينيه ولم يرى شيء. لم ير سوى الظلام الدامس الذي لا يمكن رؤية أي شيء منه كما أنه لم يشعر بجسده، شعر كما لو أنه يطفو على سطح البحر، لم يسمع أي شيء حتى أصبحت دقات قلبه عالية لدرجة أنه لم يعد يسمع غيرها.
حاول تحريك جسده والدوران لرؤية محيطه، لكنه فشل في ذلك. شعر وكأنه مثل طفل يتعلم المشي.
‘اين أنا؟ ألم أكن في ذلك الزقاق المظلم؟’
‘هل مت ؟ لكن كيف؟’
‘انتظر الآن تذكرت. عندما بدأ هذا الحجر الملعون في إصدار ذلك الضوء الساطع، رأيت نفقًا أبيض. لكن أين أنا الآن؟’
[ إنه من العار الاعتقاد أن حجر الواقع سيسقط في أيدي بشري صغير مثلك. لكن لا يهم الآن، تأكد من أداء دورك على أكمل وجه ]
ظهر صوت مرح وحاد من خلف فينسنت. أخيرًا، تمكن من الدوران كما لو كان هناك أرض ليضع قدمه عليها. تمنى ان يرى شيئًا لكنه رأى فقط الظلام الدامس. ومع ذلك. في خضم هذا الظلام رأى عيونا خضراء عملاقة كاليشم تحدق فيه، وكانها تنظر إلى روحه، شعر كما لو أنه يجب أن يحني برأسه لمثل هذا الحضور.
[ وتذكر، إياك وتحدي متسامي. هاهاها. ]
حاول فينسنت التحدث، لكن دون جدوى؛ شعر كأنه طفل يحاول الكلام، يبدو كما لو أن وعيه يُسحب بعيدًا، شعر بالدوار، كما لو كان في نفق حلزوني.
بدأت بعض المشاهد تتدفق في ذهنه كقطار.
‘ما هذا؟ من هذا الرجل؟ ومن هم هؤلاء الاشخاص؟ هل هذه قرية؟ تبا، ما هذه المخلوقات الصغيرة؟ اللعنه ، اشعر بالغثيان الشديد’.
بدأ فينسنت يشعر وكأن رأسه على وشك الانفجار. رأى أشياء لم يتخيل أبدًا أنه سيرى مثلها في حياته، أشياء غريبة، أكثر إثارة للدهشة من رؤية قنبلة عملاقة من على بعد ألف كيلومتر.
فتح عينيه وشعر بألم فظيع في رأسه، كما لو أن شخصًا ما ضربه بمطرقة. أول شيء لفت انتباهه كان ملابسه؛ لقد ارتدى فروًا ممزقا مبللًا بالعرق كما لو كان قد ركض لعدة أميال. لاحظ أيضًا أن يده كانت أصغر بكثير من المعتاد.
“هل أنا أحلم؟”
نظر حوله ورأى انه في مكان يشبه الكهف. رأي بعض جذور الأشجار على الأرض وعندما تبعها، رأى فتحة في الأعلى، حاول التسلق لكن دون جدوى. نظر إليها مرة أخرى ورأى شعاعًا صغيرًا من الضوء يخرج من جدار متصدع.
حاول كسره وبعد صراع طويل أمسك بحجر ورماه على الحائط تم تدمير الجدار، ودخل شعاع من ضوء الشمس. مما أعماه. غطى عينيه وهو يتكيف مع الضوء بعد أن كان في ظلام دامس لفترة لا يعرفها .
خرج فينسنت من الكهف الصغير واستقبله مشهد لم يكن يتوقعه عقله. رأى غابة عملاقة. أشجارها الخضراء العملاقة تمتد بقدر ما تستطيع العين رؤيته. رأى اللون الأخضر هنا أكثر مما رآه في حياته كلها. رأى نباتات وزهور غريبة ومدهشة كما لو كانت قد خرجت من كتب القصص المصورة. كانت هناك نباتات عملاقة يمكن أن تكون بطول رجل بالغ رأى أيضًا حيوانًا يشبه الغزال، لكنه كان أكبر بعدة مرات. كان له ثلاثة قرون، ولونه أبيض مثل الثلج، مع أطراف زرقاء مثل السماء.
“هل أنا حقا في حلم؟”
كانت ساقا فينسنت متجذرتين في الأرض من المشهد أمامه شعر كما لو أنه تعثر بأرض أسطورية لم تكتشف بعد.
“هل أنا في الأرض التي أعرفها؟”
كان هناك منحدر صغير أمام فينسنت.حاول السير لكنه سقط على الأرض بسبب الألم الشديد في قدمه اليمنى. نظر إليها ورأى الدم في كل مكان، مع مادة لزجة خضراء تتسرب منها.
“ما هذا بحق الجحيم؟!”
________
من جرف لدحديرة. رح تفهموا المقصد في الفصول القادمة