عصر النار والدم - ولادة الدم - الفصل الثامن: مخلوقات السيدار
استيقظ فينسنت على رائحة الأعشاب الطبية. فتح عينيه ببطء ورأى أشعة الشمس تتسلل من خلال النافذة وتسقط على عينه. وقف وشعر بألم خفيف، لكنه لم يوله أي اهتمام. حاول أن يمشي حتى وصل إلى المكان الذي تفوح منه رائحة الأعشاب.
نظر فينسينت ورأى راندولف بينما كان يطحن بعض الأعشاب ويخلطها بأعشاب أخرى.
شعر راندولف بوجود شخص خلفه لذلك أدار رأسه. “أوه ، أنت مستيقظ بالفعل”
“نعم، … ماذا تفعل؟”
نمى الفضول داخل فينسنت وهو ينظر إلى الأعشاب. كان يعلم بالتأكيد أنه لن تكون هناك أعشاب طبيعية مثل تلك الموجودة في عالمه، لذا كان فضولياً بعض الشيء.
“أمم هذا! أنا أبحث في بعض أنواع الأعشاب لدمجها مع بعض السوائل”
لم يكن فينسنت ليخطر بباله إجابة أكثر إيجازًا مما سمعه. لطالما كان أحد أكبر الكارهين للنباتات لأنها كانت الوجبة الوحيدة المتاحة له في الأحياء الفقيرة قبل أن ينضم للأخوية ، ولهذا السبب تلاشى فضوله في غمضة العين.
“على أي حال، انتظر قليلا وسأحضر الإفطار”
شعر فينسنت بشيء في قلبه، كما لو أنه يشتاق إلى شيء، لكنه لم يهتم بذلك وجلس على الكرسي الخشبي أمام الطاولة الصغيرة وانتظر.
بعد أن انتهى راندولف من إعداد الطعام جلس الاثنان عند الطاولة الصغيرة وبدأ في الأكل. بعد أن انتهى بدأ راندولف في العناية بإصابة قدم فينسنت، لم يعد يشعر بالألم بعد ذلك, لكنه كان أكثر من مجرد خبير في أمور الإصابات, لذا كان يعلم أنه من المهم العناية بالإصابة حتى بعد أن شفيت نسبيا، نظر إليها بينما كان يرى المنزل الخشبي الصغير وصوت الرياح والأشجار في الخارج. شعر بالهدوء، وهذا جعله يفكر.
“مم.. السيد راندولف، هل تعيش هنا بمفردك؟”
ضحك راندولف قليلاً بعد سماع سؤال فينسنت، كما لو كان
يعرف ما سيقوله.
“أعرف ما ستقوله. نعم لقد كنت أعيش هنا بمفردي لعدة سنوات. وكلا لا أشعر بالوحدة”
لم يكن فينسنت متفاجئًا جدًا. في الواقع، كان يعجب بأسلوب حياة العجوز راندولف كان يتمنى لو يستطيع العيش في مكان منعزل بعيدًا عن ضجيج الكائنات الحية لبقية حياته.
“أيضًا ما سبب هذه الإصابة. أتذكر أنني قد تعرضت للهجوم من قبل كائنات غريبة، ولكن الأمر كان أشبه بالحلم، لذلك لست متأكدا”.
رفع راندولف رأسه ونظر إلى وسط عينيه كما لو كان يحاول دراسة تعبيره.
شعر فينسينت بشيء خاطئ وادرك على الفور ما هو.
“أعني لا أستطيع التذكر بشكل جيد، لذلك اريد أن أعرف. ”
كان فينسنت فتى ذكي. على الرغم من أنه لم يتلق العلاج أو التغذية المناسبين، إلا أن عقله تطور بطريقة صحية. أيضًا، مع الطريقة التي عاش بها في الأحياء الفقيرة وخطر الموت جوعًا أو من الأشخاص اليائسين الذين قد يأكلون أي شيء، كان على المرء أن يفكر في حلول في غمضة عين للبقاء على قيد الحياة في مكان مثل هذا.
لهذا السبب كان عقله يعمل بسرعة كبيرة بحيث لاحظ أشياء يصعب على الشخص العادي إدراكها تماما مثل ما يحدث الآن عندما رأى فينسينت تعبير راندولف.
فهم على الفور أن ما قاله كان يعتبر غير منطقي.
“همم…. أنت فتى ذكي يجب أن أقول. ونعم اعرف ما سبب هذا الجرح، لكن قبل ذلك، هل جئت من خارج الغابة؟”.
لم يتوقع فينسنت هذا السؤال، لكنه أجاب على أي حال، مستخدمًا المعلومات التي جمعها من ذكريات صاحب الجسد الأصلي.
“اجل، أنا من قرية مجاورة من هنا، ذهبت إلى الغابة للصيد بعدها لا اذكر ما حدث واستيقظت بهذا الجرح على قدمي”.
“همم… يبدو أن الإصابة قد أثرت حقا على ذاكرتك. لا يهم نحن الآن في غابة القمر الشمالي، إنها غابة سحرية لا تراها كثيرًا بالطبع. على حافة الغابة تقع غابة أخرى، نسميها نحن سكان غابة القمر الشمالي بغابة الحدود، لأنها تعمل كخط فاصل بين بقية قارة أزفورث وغابة القمر الشمالي. منذ بضع سنوات، ظهرت مخلوقات صغيرة تتغذى على أعضاء الكائنات الحية عن طريق وضع بيضها داخلها. عندما تنضج هذه البيوض تخرج المزيد من هذه الكائنات الصغيرة، نحن نسمي هذه المخلوقات كائنات السيدار. وهذا الجرح هو نتيجة محاولة لوضع البيض من أحد هذه المخلوقات في قدمك، ويبدو أنها نجحت في ذلك، ولهذا السبب يخرج هذا السائل اللزج من قدمك”.
تحدث راندولف براحة بينما واصل وضع الأعشاب الطبية حول الإصابة وتغليفها بضمادات جديدة.
“ماذا!؟ م-ماذا سيحدث لي إذن؟”.
ارتعش فينسنت قليلاً عندما أنهى راندولف حديثه.
“لا تقلق، لحسن حظك لدي طريقة للتخلص من تلك الأعشاش قبل أن تنتشر في جميع أنحاء الجسم، لذا لا يوجد خطر عليك أيها الصغير. ”
أسترخى جسد فينسنت وهدأ قلبه قليلاً بعد ما قاله راندولف. ظن أن نهايته ستكون كنجاسة الحيوانات، بينما كانت تلك الكائنات تأكله، لكن يبدو أن مخاوفه كانت في غير محلها. ‘لكن لماذا يناديني أيها الصغير’
” هل لديك مرآة؟”
“مرآة؟ بالطبع على يمينك”.
تفاجئ راندولف قليلا بسؤال فينسنت لكنه أجاب عليه على أي حال.
نهض من مكانه وتوجه نحوها، كانت المرآة متسخة قليلاً ولم تكن واضحة جدا لدرجة أنه لم يلاحظها من قبل، لكنه استطاع أن يرى نفسه، نظر إلى نفسه في المرآة.
كان لديه شعر أحمر داكن مثل الدم، ومجعد قليلاً وذو رائحة كريهة لأنه لم يُنظف منذ فترة، وعينين رماديتين مائلتان لأن تكون فضية، كان لديه ملامح حادة قليلا وعيون كبيرة، وكان فكه حادًا نسبيا.
ملامحه مختلفة قليلأا عما كان يعرفه، بالنظر إلى أنه ليس جسده بالطبع. كان طوله مترا وسبعين سنتيمترا.
مما يعني أنه كان قريبا من طوله في جسده السابق. الذي كان مترا وأربعة وستون سنتيمترا، وكان ذلك بسبب سوء التغذية لذا لم ينمو جسده بشكل صحيح.
كانت ملامحه تشبه ملامح الأطفال إلى حد ما.
‘ما هذا؟ هل كان صاحب هذا الجسد طفلا صغيرًا؟ هذا يفسر الملامح ولكن ليس الطول’.
كان فينسنت مضطربًا قليلاً. كان في عالم سحري، في جسد فتى صغير .!
لم يكن يعرف ماذا سيفعل، حتى لو كان في جسده الأصلي، الذي لن يحدث ذلك التغيير. لكن فجأة تذكر شيئًا.
‘من ذكريات هذا الصبي يبدو أنه يعيش في قرية مع والده. حسنا الحل الأفضل هو العودة إلى هناك، بدلا من البقاء هنا حيث قد يحدث شيء خطير. إنها غابة سحرية في النهاية.’
‘لكن ماذا لو شعر والده بتغيري وأدرك أنني لست ابنه؟ حسنا، لا يهم الآن لا توجد فكرة أفضل من هذه. وليس من الضروري أيضًا العودة إلى القرية يمكنني الذهاب إلى أي مدينة قريبة، ويمكنني العودة إلى عملي الرئيسي كمغتال، أو يمكنني ان أصبح متسولًا.’
فكر فينسينت قليلا، وهو يخطط لما سيفعله. لم يكن يعرف شيئا عن هذا العالم غير أنه بالتأكيد لا يشبه عالمه البتة، ولكن لم يشغل باله في هذا الأمر الآن، كان يأخذ الأمور على حدة.
“راندولف العجوز، هل يمكنك أن تخبرني كيف أخرج من غابة القمر الشمالي؟”